مقالات وكتابات


الجمعة - 09 نوفمبر 2018 - الساعة 10:59 م

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب



لم يجتمع العرب في حرب كاجتماعهم اليوم في حرب اليمن ضد المد الفارسي المتستر بعباءة الحوثي، فلقد ظن الفرس الأيرانيون حربهم في اليمن نزهة، وظنوا أن سيطرتهم على اليمن سهلة، ولم يخطر ببالهم أن المشير هادي يعمل على الاستعداد لمعركة فاصلة بين العرب والفرس وهي معركة العصر، فأعلن الفرس صنعاء عاصمة عربية رابعة تسقط في قبضتهم، ظن الأيرانيون اليمن سقطت في قبضتهم، وظنوا أن اليمنيين قد استكانوا، ولم يعلموا أن اليمنيين هم أولو قوة وأولو بأسٍ شديد، فشمر اليمنيون السواعد، وكشروا عن الأنياب، فالمسألة قد تخطت حد المعقول، وحاولت أيران بكل قوتها الاستيلاء على كل المحافظات فخارت سواعدها في فيافي وجبال اليمن.

ترنحت أيران في اليمن، ولم تستطع تسويق فكرها، وفشلت عسكرياً أمام شعب يقوده عبقري داهية، فرمت بثقلها كله، واستعانت بالخارج، ولكن الجمع انهزم، فتقدمت القوات اليمنية مسنودة بالتحالف العربي، فتقهقرت قوات وأذرع أيران في بلاد السعيدة، فالقائد قد قال وبصدق، قال: إنه لا يمكن أن يسمح للتجربة الأيرانية بالاستنساخ في بلاد العربية السعيدة، وقال أبو جلال وأكد على ذلك بقوله ولو على رأسي، فسلم رأسك، وسلم كل وطني رافض للتجربة الأيرانية .

لقد أثبت الرئيس هادي أنه هو الرجل الصادق الذي قاد شعباً ليقف في وجه كل المؤمرات على بلده، فأفشل تلك المؤمرات الرخيصة، ولقد كان للكثير من الدول أجنداتها الخاصة في حرب اليمن ، فسخَّر هادي أجنداتهم لمصلحة بلده، وأخرج اليمن من بين مؤمراتهم، وسعى ومازال يسعى لبناء الدولة اليمنية الجديدة، وسلَّم الجميع لحنكة ودراية المشير هادي في قيادة سفينة النجاة لجميع اليمنيين.

لم يفقه الدخلاء على السياسة مرامي المشير هادي وأهدافه، فوقف الكثير في طريق هادي أما مثبطاً أو داعماً للتمرد ومسانداً، أو ساكتاً لا له ولا عليه، فجمع هادي الشرفاء ودك مداميك المتحصنين خلف المشروع الأيراني، وها نحن اليوم على مشارف نصر يلوح أفقه من الساحل الغربي، ومن بين جبال مران بصعدة، فسلام على هذا الرئيس العبقري الذي عمل بشجاعة الأبطال، وحنكة السياسيين، وحكمة اليمانيين، فأرغم الأنوف المتكبرة على الخضوع لقانون الدولة الجديدة.

الرئيس هادي العبقري الذي جمع العرب لمحاربة المد الفارسي، وحافظ على يمنٍ اتحاديٍّ جديد، فلمثل هذا الرئيس تُرفع القبعات، ويُرفع الإبهام، ولمثله تشير السبابة ويتحرك اللسان قائلاً سلمت يا حامي الحمى، ولمثله تتدافع عبارات الشكر والثناء، ولا نملك إلا أن نقول :
ألا كل سمحٍ غيرك اليوم باطلٌ * وكل مديحٍ في سواك مضيَّعُ .
ونختم بقولنا بما قد قاله المتنبي:
يفنى الكلام ولا يُحيطُ بفضلِكُم* أيحيطُ ما يفنى بما لا ينفدُ .