مقالات وكتابات


الخميس - 01 نوفمبر 2018 - الساعة 03:47 م

كُتب بواسطة : أ. محمد الدبعي - ارشيف الكاتب


قبل يومين وخلال أقل من 24 ساعة تصريحات قوية تصدر من واشنطن وباريس ولندن تدعو فيها المملكة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن.
وكما ذكرت في مقالي السابق "وماذا عن اليمن" فإن قضية خاشقجي تمثل العمود الفقري لدعوات إنهاء هذه الحرب العبثية، فالتحالف للأسف الشديد أبى إلا أن يكون رأس حربة الإجرام في اليمن مشاركة مع عفاش والحوثي بالمناصفة، فلا هو قدم المساعدة لليمن، ولا هو انتصر، ولا هو أوقف هذه الحرب التجارية اللعينة.
وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس يدعو أمس الثلاثاء كافة أطراف الصراع اليمني إلى وقف إطلاق النار خلال 30 يوما، والدخول في مفاوضات جادة لإنهاء الحرب في البلاد، ووفق رؤيته للحل، وهو وقف إطلاق النار، والانسحاب من الحدود، ووقف الغارات الجوية، وأن يجلس الجميع على طاولة المفاوضات خلال 30 يوما. وبعده بساعات قليلة أصدر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تصريحات مماثلة في بيان دعا فيها إلى وقف جميع الأعمال القتالية في اليمن، والشروع بمفاوضات لتحقيق السلام في البلاد، وأكد على ضرورة بدء مفاوضات بين أطراف الصراع في اليمن في بلد ثالث، خلال نوفمبر/تشرين الثاني القادم، تحت رعاية المبعوث الأممي، مارتن غريفيث.
وفي باريس، شددت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي في تصريحات لإحدى الإذاعات الفرنسية أن فرنسا تمارس ضغوطا بالتعاون مع الأمم المتحدة لكي يتم التوصل إلى حل سياسي في اليمن، لأن الحل العسكري لن يؤدي إلى أي نتيجة.
وقال وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني أليستر بيرت إن نتائج التحقيق في مقتل خاشقجي "قد تؤثر على الدعم البريطاني" للسعودية في الحرب.
هذه الضغوط الصادرة من العواصم الغربية الثلاث على المملكة بخصوص الحرب في اليمن مرتبطة بشكل وثيق حسب وسائل إعلام أمريكية وبريطانية بالضغوط المتصاعدة في قضية قتل خاشقجي التي أعطت زخما جديدا للضغوط المتزايدة من المشرعين في الكونغرس على إدارة الرئيس ترامب لإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للحرب.
ومن ذلك ماقاله بروس ريدل، المسؤول السابق بمجلس الأمن القومي الأمريكي قوله: "حان الوقت لكي يتخذ الكونجرس الخطوة الكبرى ويضع نهاية لهذه الحرب". وكذلك النائب الديموقراطي جيمس ماكجفرن عن ولاية ماساتشوستس، الذي يقود حاليا جهود كبيرة من الحزب الجمهوري والديموقراطي لتعليق كل مبيعات الأسلحة والدعم العسكري للمملكة، حسبما أفادت صحيفة "ديفينس نيوز" الأمريكية الأسبوع الماضي.
وقد خلفت الحرب المستمرة منذ قرابة ٤ أعوام أوضاعًا معيشية وصحية متردية للغاية، حيث إنعدمت كل سبل العيش اللائق بالإنسانية، ودمرت كل أساسيات الحياة،وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية غذائية وطبية. لقد عاد اليمن بفعل هذه الأحداث كلها مائة عام إلى الوراء.
ويخرج علينا اليوم مستشار ولي عهد أبو ظبي الدكتور عبدالله عبدالخالق قائلا إن جماعة الحوثي ستحصل على حصة كبيرة في الحكومة، وعلى إمتيازات واستثمارات خليجية ودولية كبيرة لتطوير مناطقهم إن هي وافقت على عودة الشرعية إلى صنعاء. لكن من يقنع الانقلابيين بالانسحاب من صنعاء وإلقاء السلاح وعودة الشرعية كما ورد في القرار الأممي 2216.
في المقابل أعلن نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن اليوم رفضه مبادرة وزير الدفاع الأمريكي التي تدعو إلى إعطاء الحوثيين إقطاعية خاصة بهم في محافظة صعدة. وشدد على التمسك بالمرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية - مخرجات الحوار الوطني - والقرار الدولي 2216) وعدم التنازل عن أي منها بما يحقق إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية.
فياترى ماذا يريدون منا جميعهم؟؟؟
نائب الرئيس يتكلم بإسم ونبرة الدولة المنتصرة.
وعبدالخالق باسم التحالف الضعيف المنهار المستجدي للإنقلابيين بالقبول ولهم كل ما يتمنون.
والحوثة يتكلمون باستعلآء فرعون.
والغرب يصرح ويتحدث بلغة المصلح المشفق على الشعب، وهو هو من خطط لكل ذلك.
فماذا يريدون وإلى متى سيسحقونك ياشعبي المغلوب على أمره؟؟؟
لماذا لا ينهون هذا العذاب عن المواطن اليمني والدولة اليمنية؟؟؟
فعزالدين أضرط من أخيه! استنجدنا بالأفاعي على الحيات والعقارب. فهل ستنتهي قريبا؟؟؟!
الله غالب!

أ. محمد الدبعي