مقالات وكتابات


الأربعاء - 31 يناير 2018 - الساعة 08:40 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب


دمائنا وسُفكت.. أوراحنا وأُزهقت.. أجسادنا وتمزقت..قلوبنا وتفرقت..أفكارنا وشُشتت..ومصالح وتعطلت..وحياتنا وتكدرت..


عم الحزن الأرجاء..تتالت صرخات الثكلى.. توالت صيحات الأرامل.. تتابعت أنات الأيتام..المقابر مُلئت..المصائب وحلت..النكبات أدلهمت..

قتلنا بعضنا..رقصنا فوق جثث بعضنا.. أنتشينا فرحاً بقتل أخواننا..باتت دمائنا (حلال).. بات تصالحنا كذب وضحك على الذقون..وولى وطننا إلى المجهول ليرقد في جنبات المحال والأبدية..


نستغيث من أخوتنا..ونأسر أهلنا.. وندوس كرامة أبنائنا.. ونزبد ونرعد ونتوعد كل من يخالفنا من بني جنسنا.. لم يعد يهمنا كم جثت سقطت.. ولا كم دماء سالت.. ولا كم أطفال تيتموا.. همنا الوحيد ذلك النصر (الزائف)..

نتتصر على من ؟ ونقاتل من ؟ وندمر مْدن من ؟ نحن من جلبنا الشر، ونحن من تجرع مرارته، ونحن من دمرنا بأيدينا ثغرنا الباسم وتفننا في رسم الأسى على (محياها)..


هي سرت.. هي مصراته.. وهم من؟.. ماذا نسميهم ؟ يكفيهم جُرماً أن عدن تتألم.. ويكفيهم ذنباً أنهم أوقدوا نار الحرب، وايقظوا الفتنة النائمة..


هنيئاً لنا فقد سحقاً أخوتنا بايدينا، وقتلنا أهلنا بأسلحتنا، (وشحنّا) قلوبنا كرهاً وحقداً وغلاً وبغضاً وعداء، وبتنا على شفا جرف هار إن لم يكن قد أنهار بنا..


هنيئاً لك (يناير) فقد بات التصالح والتسامح فيك في خبر كان، وعمّت الفوضى والخراب والدمار والقتل الأرجاء، فلم يعد هناك عقلاً أوعاقلاً أو منطقاً، باتت لغة السلاح والبارود هي (سيد) الموقف..


ثم ماذا..؟ سيتمر ذلك الغباء الذي (ضيّع) الوطن، وبدد الحلم المنشود، وبات الطريق إليه (مسدودٌ).. مسدود..