مقالات وكتابات


السبت - 20 أكتوبر 2018 - الساعة 11:09 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب


حين تنبري الإقلام للكتابة عن الابطال أكانوا أحياء أم أموات فلا بد من أن تعطي كل ذي حقٍ حقه من باب الإنصاف،رغم أن بعض الأقلام حين يسيل لعاب قلمها وليس حبره تكتب عن أحياء بينما هم أموات بين الناس،إذ لا اثر لهم يذكر ولافعل لهم يشكر،ولكن في الغالب يكون للريال مفعولة السحري العجيب،فيقل صاحبه مالم يقله قيس أبن الملوح في ليلى العامرية..

وهناء أستجديت قلمي أن يكتب ما ينبغي أن يُكتب عن شخصية توارت عن الإعلام والأنظار والأقلام،ولم تيحث عن الظهور الهلامي،او عن الشهرة المصطنعة،رغم أن لها صولات وجولات ولايشق لها غبار في الحرب والوغى، والجبهات والمعارك تشهد له،منذ أن دقت طبول الحرب في دماج،فكان ناصراً للدين وللحق مع أخواته الذين عشقوا الجهاد في سبيل الله بحثاً عن الشهادة،فجمع بين حب الدين والوطن..

وحتى بعد أن هُجّر السلفيون من دماج خاض حربه الأخرى مع المجاهدين والأبطال في حرب مارس من العام2015م بين المقاومة الجنوبية ومليشيا الحوثي التي طغت في البلاد وعاثت فيها الفساد،فتمترس في جبهة المنياسة شرقي لودر وكان بمثابة الحصن الحصين هو وقواته والسد المنيع أمام الحوثين ومنع توغلهم صوب الجهة الشرقية لمودية ومناطقها..

فأذاق الحوثيون الوبال ونكلهم واوجعهم بضربات دباباته التي دكت حصونهم ومزقت جمعهم وشتتهم،وبعد أن وضعت الحرب أوزارها وهُزم الحوثيون لم يسارع ويذهب للوقوف على أبواب المسئولين أو يتسولهم،أو يبحث عن منصب او مكان أو جاه او سلطان،بل أعتكف في موقعه رغم أن ساقه بُترت نتيجة لغم أرضي زرعه الحوثيون آنذاك، ولايزال حتى اللحظة شامخاً صلباً قوياً هو ورجالة في كتيبتهم يفترشون الأرض،ويلتحفون السماء بين الجبال، سيسابقون أرواحهم إن داهم المنطقة أي خطر..

فأستحق لقب الرجولة والبطولة والوطنية بلا منازع،وجمع حوله من يحبون الدين والوطن ويدينون بالولاء لولي الأمر،فكان نِعم الرجل، ونِعم القائد،ونِعم الشيخ السلفي..

عن الشيخ السلفي صالح الشاجري أتحدث،قائد كتيبة دثينة حالياً التي لاتزال خارج حسابات المنطقة العسكرية ورجالاتها رغم أن بها أشاوس وأبطال،وأفذاذ إذا دقت الحرب طبولها ستجدهم في الصفوف الأولى يذودون عن الدين والأرض والعرض ضد من تسول له نفسه المساس بها..

عن إنسان يأسرك حديثه، وتستعذب كلماته،وتقف مشدوهاً أمام عمق تفكيره وطلاقة لسانه،عن إنسان لايبحث في هذه الدنيا عن مكان أو سلطان،أو عن منصب بل جل همه أن ينعم وطنه بالأمن والأمان والسكينة بعيداً عن الفوضى والخراب والدمار والعبثية والمرتزقة..