مقالات وكتابات


الخميس - 18 أكتوبر 2018 - الساعة 07:55 م

كُتب بواسطة : وليد ناصر الماس - ارشيف الكاتب


منذ نحو عقد من الآن، وجهت شركة يمن موبايل وجهها نحو مديرية حالمين بمحافظة لحج، وذلك لبناء برج اتصالات هناك، فوقع الاختيار أخيرا على جبل شأفان، لإرتفاعه الشاهق وإطلاله على مديرية حالمين والمديريات المجاورة لها، ولسهولة وصول المواد اللازمة للعمل والتشغيل.

فاستبشر المواطنون خيرا بهذا المنجز الحيوي، الذي سيوفر خدمة كبيرة لهم، وسيغير طبيعة حياتهم نحو الأفضل، ويخرجهم من العزلة المفروضة عليهم منذ أمد بعيد.
ولقد قدم سكان القرى المجاورة لموقع البرج تسهيلات كبيرة لعملية الإنشاء، وذللوا جميع الصعوبات أمام الجهة المقاولة، أملا في المنافع التي سيحققها.

وبعد استكمال العمل في البرج ودخوله مرحلة الخدمة، سارع السكان المستفيدون من خدماته باقتناء جوالات تعمل بنظام يمن موبايل.
ولقد تحسنت خدمة الاتصالات بشكل كبير، نظرا لفاعلية البرج في البداية وقدرته على تغطية مساحات جغرافية كبيرة وبمختلف الاتجاهات، وكان هناك اهتمام كبير ومتابعة دائمة لوضعيته وأداءه من قبل الجهات المسئولة.
ولكن خلال السنوات الخمس الأخيرة، تعرض برج شأفان للتقصير والإهمال الواضح من قبل الجهات ذات الاختصاص، حيث تعطلت الكثير من أجزاءه الحيوية، وافتقد للصيانة اللازمة والضرورية، وضعفت كفاءته على تقديم خدماته، وأصبح اليوم لا يلبي سوى 40% من خدمات التغطية التي كان يوفرها بالماضي.

حيث نجد إن هناك قرى عديدة مستفيدة قد أصبحت حاليا محرومة تماما من التغطية، وقرى أخرى ورغم قربها من البرج لا تتوفر فيها التغطية الكافية، وهناك قرى أخرى أصبحت تستمد هذه الخدمة من الأبراج الأخرى بحكم موقعها الجغرافي المطل على الجبال المجاورة.

وقد تعقدت حياة المواطنين تبعا لذلك، وزادات معاناتهم اليومية. فإذا أراد المواطن إجراء اي مكالمة فما عليه سوى الصعود مئات الأمتار على الجبال حتى يحصل على بغيته من التغطية، كما يتعين على مستخدمي هواتف يمن موبايل هناك تحت وطأة هذه الظروف إغلاق هواتفهم ليلا، كي يحافظوا على شحنها من النفاد.

هذا هو حال سنترال شأفان في أحسن أحواله، أي حينما يكون شغالا ووالعا عند توفر مخصصاته من الوقود، أما حينما تنعدم تلك المخصصات أو تتأخر لسبب أو لآخر، فالحال يكون مختلف تماما، ويعود السكان المستفيدون لعزلتهم السابقة.

وعلى الرغم من الشكاوى اللانهائية التي تقدم بها العاملون على البرج والمواطنون المستفيدون للشركة المالكة وللفروع التابعة لها في عاصمة المحافظة، إلا إن تلك الشكاوى لم تلق آذان صاغية، ولم يُستجاب لها، برغم الوعود التي قُطعت بشأنها.

ومن خلال المنابر الإعلامية، نتطلع اليوم لإيصال صوتنا لوزارة الاتصالات وفروعها في محافظة لحج، وكذا قيادة المحافظة ممثلة بمحافظها اللواء أحمد التركي والسلطة المحلية هناك، وذلك بضرورة الالتفات لمعانات المواطنين في حالمين والمديريات المجاورة لها والمترتبة عن إهمال برج شأفان، وضرورة الإسراع بإرسال فرق صيانة لتفقده، وتوفير المعدات وقطع الغيار الضرورية لإصلاحه وتقويته، بما يضمن تقديمه لخدماته بصورة أفضل.