مقالات وكتابات


الأربعاء - 17 أكتوبر 2018 - الساعة 06:24 م

كُتب بواسطة : محمد فضل مرشد - ارشيف الكاتب


لا أعلم إن كان ما سأقوله يعد جريمة افشاء لأسرار الدولة أم أن فخامة رئيس الجمهورية (الخضر الميسري) سيتقبل الأمر من باب حرية الرأي والتعبير.

التفاصيل تعود إلى لقاء جمعني وعدد من زملائي بالكاتب (الخضر الميسري) قبل عدة أشهر وحمل فيه إلينا خبر عن إعلانه تأسيس حزب سياسي مستقل سيتولى في المرحلة القادمة شؤون البلاد.

سألنا أنا وزملائي الأستاذ الخضر الميسري عن الخطوات المقبلة لحزبه السياسي الذي لايزال مجرد فكرة، فكان جوابه مفاجئا لنا، فالرجل قفز بنا بغمضة عين إلى داخل قصر معاشيق الرئاسي وأخذ يحدثنا بلسان وصفة رئيس الجمهورية.

أربكنا هذا الانتقال المباغت من الواقع إلى خيال سلطة في العالم الافتراضي، إلا أن حديث الأستاذ الخضر الميسري عن رئاسته للبلاد بصيغة ما هو كائن وليس ما سيكون أو لا يكون، جعلنا نغير سؤالنا عن خطوات حزب الميسري إلى سؤاله عن تفاصيل مشروعه في الرئاسة.

للأمانة كان الرجل واضحا، وقال إن الجنوب "خلاص سينفصل"، وبصفته رئيس الدولة الجنوبية سيعمل على إحداث تغييرات هامة، ما هي هذه التغييرات الهامة أستاذ الميسري؟ يجيب: سنختار أسم جديد للبلاد وسنغير العلم، والتقسيم الإداري للمحافظات الجنوبية سيتغير وكل مديرية ستصبح محافظة، قاطعته بالسؤال عن النشيد الوطني اذا أردنا أيضا تغييره فرد بالموافقة، وعن إمكانية تغيير نظام الحكم من جمهوري إلى ملكي أجاب أيضا بالموافقة.. وأصبحنا أنا وزملائي في موقف لا نحسد عليه فبالكاد استوعبنا فكرة الرئاسة افتراضيا حتى تحول فخامة الرئيس الميسري إلى جلالة الملك، وللأمانة أيضا الرجل قالها صريحة بأن أي شيء سيتم برضى الشعب.

أما المشروع الأهم للرئيس الميسري فهو تشييد قصر رئاسي في كل محافظة، حتى يستقبل الرئيس الضيوف الأجانب في كل مرة بمحافظة مختلفة وهكذا سيشجع الاستثمار والتنمية، أما أنا وزملائي فمنحنا مناصب قيادية في الحزب السياسي الذي سيقود العملية السياسية في البلاد.

أنتهى ما دار في اللقاء وإن كنت فضلت عدم ذكر ما قيل فيه عن المجلس الانتقالي والحراك، وما كنت سأكتب عنه من الأساس لولا مقال قرأته بالأمس للكاتب (الخضر الميسري) بعنوان: (سقطت حكومة الدلال.. يا جلال)، ووجه فيه اتهامات إلى نجل رئيس الجمهورية (جلال عبدربه منصور هادي) محملا إياه المسؤولية عن كل مصيبة حلت باليمن ليس اليوم فقط، وليس منذ تولي الرئيس هادي قيادة البلاد وحسب، بل منذ سنوات حكم المخلوع صالح، وكأن الميسري يصر على القفز بعيدا جدا عن الواقع والممكن إلى الوهم المحال.

كنت أتمنى من الأستاذ الميسري أن يذكر لنا اسم منطقة شعبية حرقها وشرد سكانها (جلال أو ناصر هادي) كما فعل أحمد علي عبدالله صالح بصنعاء لتشييد قصر له خلال حكم والده، أو يكشف لنا عن أسم شركة نفطية امتلكها نجلاء الرئيس هادي كأولاد الأحمر، أو يخبرنا عن وكالات تجارية استحوذا عليها كما كان يفعل يحيى محمد عبدالله صالح، أو يطلعنا على مصادر دعم وفير يصلهم كالدعم الذي يحظى به طارق عفاش الان في عدن، وأن يبين لنا ما وجه المقارنة بين وظيفة عادية يشغلها جلال هادي كأي مواطن بوزارة الأوقاف وبين المناصب والمكاسب التي تم تقاسمها بعدن عقب تحريرها من قبل من مجدهم وأشاد بهم مقال الكاتب الميسري وباتوا يمتلكون بين ليلة وضحاها العمارات والفلل والأراضي الشاسعة ومواكب السيارات ولا يتعاملون إلا بالريال السعودي.

وأخيرا استاذي الخضر الميسري يكفي الرئيس عبدربه منصور هادي وناصر وجلال أنهما رغم وجودهم فعليا وليس افتراضيا في القصر الرئاسي إلا أنهم لم يقوموا بهدر أموال الدولة في تشييد قصر رئاسي في كل محافظة ولم بفتتوا الجنوب إلى محافظات بعدد المديريات كما فعلت أنت حين أصبحت رئيس افتراضي للحظات.. ويبقى أن أذكرك بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.