الثلاثاء - 16 أكتوبر 2018 - الساعة 08:59 م
أنهى قرار الرئيس عبدربه منصور هادي بتعيين الدكتور معين عبدالملك رئيسا لمجلس الوزراء فساد المحاصصة الحزبية والمناطقية التي قيدت الدولة اليمنية واعاقتها منذ ما قبل تحقيق الوحدة وما بعدها وحتى المرحلة الراهنة.
دعوات القوى السياسية لإقالة الدكتور أحمد عبيد بن دغر من رئاسة الحكومة حصرت وحتى الأمس في سيناريوهات وترتيبات لا تتعدى مربع صراعاتها ومماحكاتها السياسية العقيمة وضمن أجنداتها ومصالح تحالفاتها المحلية والاقليمية بعيدا جدا عن متطلبات الواقع اليمني جنوبا وشمالا وعلى امتداد الوطن، فكان القرار الوطني الحكيم والشجاع للرئيس (هادي) بالمرصاد لتلك القوى ومشاريعها الانتهازية بإعلانه التاريخي عن أول (حكومة محررة) من قيود وسلاسل المصالح الحزبية والتجاذبات الجهوية والتحالفات السياسية التي دمرت اليمن جنوبا وشمالا وأوصلت الشعب إلى حافة هاوية سحيقة.
مصدر مطلع في أروقة إدارة الحكومة الشرعية أكد أن قرار الرئيس عبدربه منصور هادي ومنذ اللحظة الأولى لسريانه رسميا زلزل عروش قوى الفساد السياسي التي مكنها تحويل نظام المخلوع الدولة وأجهزتها ومؤسساتها إلى غنيمة تحت غطاء المحاصصة الحزبية والمناطقية والقبلية من نهب مقدرات البلاد، ووضع حدا لفسادها بإقرار أول حكومة كفاءات مجردة من الحسابات الحزبية والمناطقية وعدم الاكتفاء بإقالة رئيس الحكومة السابق بل وإحالته إلى التحقيق والمحاسبة علانية بتهم التسبب بانهيار الاقتصاد والعملة المحلية وتردي الجهازين الإداري والخدمي للحكومة.
قرارات رئاسية تاريخية وإجراءات جريئة أدرك من خلالها الشارعين السياسي والشعبي في المناطق المحررة واليمن كافة مدى حكمة الرئيس عبدربه منصور هادي وجسارته في انهاء مكامن الخلل المتحكمة في مفاصل الحكومة ومؤسساتها منذ عقود من الزمن، والبدء عمليا بإرساء قواعد الدولة اليمنية الاتحادية الحديثة على قاعد الكفاءة في الأداء وخدمة المواطنين بعيدا كل البعد عن المحسوبيات السياسية والانتماءات المناطقية.
ولم يقف الرئيس هادي في شجاعته عند حد الإطاحة بترسانة الفساد من مفاصل الدولة بل ذهب في حكمته وجسارته بعيدا بتسليم مهمة بناء الدولة اليمنية الحديثة إلى جيل الشباب ومثل تعيينه للدكتور معين عبدالملك على رأس الحكومة الجديدة سابقة لم يشهدها أي نظام عربي حيث أصبح أصغر رئيس وزراء عربي بعمر السابعة والثالثين، وهو الاختيار الذي لم يأتي جزافا بل بقناعة الرئيس هادي بفاعلية الشباب المتسلح بالعلم والخبرات والمبادئ الوطنية في الانتصار بمعركة النهوض بالوطن وتحسين أوضاع الشعب.
قرار (هادي) كسر طوق الفساد الذي خنق الدولة والشعب، واستحق بجدارة لقب (حكيم اليمن) الذي أطاح بأفاعي الفساد السياسي بحكمة وجسارة منقطعتي النظير