مقالات وكتابات


الإثنين - 29 يناير 2018 - الساعة 10:02 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب



إلى المتناحرين في أبين أتركوا مناكفاتكم جانباً ودعوكم ممن يدسون السم في العسل..


إلى كافة الوان الطيف السياسي، سلطة محلية، حزام أمني، مقاومة،جهاز الأمن، مثقفون، سياسيون، دعوا أبين وشانها فمصابها جلل، وخطبها عظيم، ولا تنهكوها بسفاسف الأمور وصراع الديكة..

أبين جرحها نازف ولم يندمل،ووجعها وصل آفاق السماء، وعدوها يتربص بها الدوائر، فلاتسقطوا في مستنقع الخلافات العقيمة والولاءات الضيقة وتتركوا أبين عرضة لمن ينهش جسدها..

تذكروا أن رحى الحروب التي دارت فيها دمرت كل شيء، وأهلكت الحرث والنسل، وأحرقت الأخضر واليابس ولم تبق ولم تذر..

بل أن معالم البؤس والدمار والخراب وأطلال تلك الحروب لاتزال شاهدة على حقبة زمنية مريرة لواقع لم يذق مرارته وقسوته سوى أبناء أبين..


دعوكم من صراع الكراسي والمناصب والولاءات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وكونوا عوناً لابين وسنداً وظهيراً كما عهدناكم،ولا تكونوا ذلك الخنجر الذي يُغرز في خاصرتها ويدمي قلبها..

أبين اليوم بحاجة للبناء والإعمار والتشيدد، والحب والتلاحم والتآخي والتراحم والتعاضد،ولا تريد لغة الرصاص أو رائحة الدم، فما مر بها يكفيها..

يكفيكم وجعاً وحزناً أن تمروا على أطلال تلك المباني وتلك المقابر كي تشعروا بوجع أبين وأنينها وصراخها ووجعها القاتل الذي خلفه متناحروا الأمس..


فلا تكونوا انتم نسخة جديدة لمتناحري اليوم الذين لايعون ولايدركون حجم مأساة أبين ومعاناة أهلها البسطاء والمسحوقين..


كونوا (كالبنيان) المرصوص يشد بعضه بعض، و(كالجسد) الواحد إذا أشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ولاتكونوا (شذراً) مذر، قلوبكم شتى، وكل حزب وجماعة بما لديهم فرحون..

أبين بحاجة لمن يضمد ذلك الجرح الذي لم يندمل ويطببه دون أن (يذرّ) عليه الرماد أو الملح، ودون أن يزيد من إتساعه والمه..


تعقّلوا يافرقاء المصالح والولاءات الضيقة ولتكن أبين فوق كل المصالح والإعتبارات الشخصية، ولا تجعلوا منها مسرحاً لعبثكم وميداناً لتصفية حساباتكم الضيقة..