مقالات وكتابات


الخميس - 11 أكتوبر 2018 - الساعة 11:59 ص

كُتب بواسطة : أ. صالح القطوي - ارشيف الكاتب



اليوم واليوم فقط يتباكى العالم كله على جريمة اقترفوها بحق الكاتب السعودي: *جمال خاشقجي* واختطفوها بطريقتهم الإعلامية ليس حبا فيه، ولكن أرادوا أن يُبرِزوا *تنمرهم نحو المملكة* وأن يُظهروا وصايتهم عليها - بحقوق الإنسان، وهم يدركون تماما أن تنمّرَهم اللفظي والإعلامي يعني ابتزار المملكة دون عقابِِ أو وازع إنساني. ...
ونسوا أن المملكة بعزتها وكرامتها وحلمها مريم البتول بطهرها وعفتها (ما كان أبوك امرأ سوءِِ وما كانت أمكِ بغيا)، مريم/ 28 . وتناسوا أن المملكة هي مهد الإسلام ومحبط الوحي وأرض السلام العالمي بضيوفها من مختلف بقاع الأرض.
اليوم سمعنا وقرأنا وتابعنا أخبارا لدولِِ عظمى كبريطانيا وأمريكا، وأنف إيران و قرن (قطر) وهي تناشد دول العالم والمملكة بفتح تحقيق عاجل ومفصل يكشف *ملابسات اختفاء* الصحفي السعودي خاشفجي في ظروف غامضة في العاصمة التركية أنقرة قبل أيام، كل هذا لأجل ابتزاز اقتصاد المملكة، التي لو لها غاية في قتله لاستخدمت الوسائل المتاحة أمامها بدلا عن تلك المرويات والتلفيقات المزعومة - *إعلامياً* ، الهادف إلى تشويه صفحتها البيضاء وشخصيتها المتزنة. ..
عجبا لهم حين تنتفخ أوداج إعلامهم بمختلف وسائله *لأجل عيني خاشقجي* أيعقل أن ينتفضَ العالم كله - مع أنه مواطن سعودي - لأجل الإنسانية بزعمهم، *أما أن تموت شعـوبٌ في المنطقة فتلكم جريمة فيها نظر* ، لم يروا استخباراتهم ماذا تفعل ولا تآمراتهم ولا صناعاتهم الفتاكة ولا الأحزمة الناسفة ولا غيرها مما يحدث ليبيا وأفريقيا وميانمار.
لم يروا الصواريخ البالستية وهي تؤذي أمن المملكة وتحاول النيل من مواطنيها وأماكنها المقدسة ومنشآتها الهامة، لكن بمجرد اقتراب إيران من ربيبتهم إسرائيل يشكل تهديدا على أمنها الإقليمي، حتى غدت الطائرات الورقية لأطفال فلسطين تيقظها من سباتها خوفا من فوبيا الإسلام وانتشاره، ولو فرضا نزل عيسى - عليه السلام - من السماء أو مرّ المهدي عليها فماذا ستفعل، وكيف سيكون ردها قاسيا وعنيفا.? ..
هؤلاء الزعماء اليوم لم يروا الدم العربي يُسال في جميع أقطاره أما أن يمتلك موطن فلسطني أو عربي سكينا فهو يهدد أمنهم، ويصنف ضمن الإرهاب، وحين تئن ّ المملكة منه يصرخ الغرب المتعنت بوجهها، بينما صرخة الحوثي من بركاتهم التوراتية، عداء في الظاهر صداقة في الباطن، والعشق فاضح. ..
هنا بالذات لم يعد خاشفجي ذلك الإنسان العربي الإرهابي بإسلامه، هنا تغيب المعادلة معادلة أحداث الـ 11 من سبتمبر. ..
ليصبح خاشفجي مسماراً صُلباً تضعه قطر وتركيا في جدار السفارة السعودية، بعد أن صنعته الاستخبارات وروجت له بعد ذلك عبر وسائلها الإعلامية. ..
بين ليلة وضحاها نسي هؤلاء *تدخلات إيران في المنطقة* ، وبراءة الذئب القطري من دم الأبرياء، ونسوا عبث داعش والقاعدة ومليشيات الحوثي، بل نسيت دول الغرب عبثها في العراق وجرائمها الإنسانية في بلاد الشام ونحوه. وباتوا لا يَرَون أطفالَ فلسظين، ولا أطفال سوريا وهم بين مخالب الدب الروسي.
هنا تغيب النوايا الحسنة تجاه المملكة وسياستها المعتدلة مع دول العالم، نعم نسوا اليد التي تضخوا لهم بها أموالها ونفطها لتسد ثغرة من ثغرات جشعهم، ومع ذلك كله أبوا إلا أن يضعوا أصابعهم في عيون المملكة كي لا تهتدي إلى الصواب فتقع فيه. ..
قـبّح الله السياسة الحاقدة - على المملكة - بنوعيها الداخلية والخارجية لتلك الدول، لا لشيئ سوى لأنها ترى أن سياسة المملكة نحو دول العالم ناجحة وتسير بخطاً ثابتة وعقل متزن.
وخلاصة القول أن هؤلاء الزعماء إلى الأمس القريب كانوا يتهافتون بأقلامهم (أيّهم يكفل مريم)، لكن الظن والغيرة والحسد أعمى البصيرة والبصر، ونسوا أن المملكة ـــ شعبا وحكومة - تستقبل يوميا أجناسا من جميع أقطار العالم على اختلاف مشاربهم وتودعهم سالمين غانمين. نسوا أن عالماً من البشر تتهاوى أفئدتهم عليها من كل مكان - حبا واحتراما لها. ...
نعم لقد غاضتهم *حكمة الإسلام في هذا القطر العزيز* وهو يستقبل ضيوف الرحمن *بالملايين* ويقوم على رعايتهم في أحسن حالِِ لأداء مناسكهم على أكمل وجه، بينما عجز الغرب عن إيواء بضعة لاجئين توزعوهم على دولهم. ...
حفظ الله المملكة من أقصاها إلى أقصاها - أرضا ومنقبة - شعبا وحكومة - بمليكها وولي عهدها، وأمرائها، بعلمائها وقادتها وبكل موظفيها. ..

بقلم الباحث: أ/ صـالح القطـوي
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°