مقالات وكتابات


الإثنين - 08 أكتوبر 2018 - الساعة 08:24 م

كُتب بواسطة : محمد فضل مرشد - ارشيف الكاتب


ما بال هذا الجنوب لا ينفجر رغم كل هذه المعاناة التي تجرعها ولازال؟ إرهاب بالاغتيالات، جلد بسوط تردي الخدمات، تجويع بالغلاء، إذلال بالفقر، فكيف لايزال هذا الشعب محافظا على رباطة جأشه متحملا ما لا يطاق لأربع سنوات من الجحيم؟!.

أسئلة يبحث سادة المشروع الإقليمي الذي حول الجنوب إلى ساحة صراع خليجي تعددت أهدافه بين فرض أجندات سياسية واستحواذ على ركائز اقتصادية وسيطرة على موانئ بحرية ومواقع استراتيجية، عن إجابة عاجلة لها تمكنهم من اشعال الجنوب وتحويله إلى كومة رماد تنثره رياحهم كيفما شاءوا.

سبق للسادة أن وضعوا الجنوب منذ لحظة تحريره بيد أدواتهم وأتباعهم، أدوات جنوبية أجهزت على انتصار الجنوبيين، وعطلت استعادة مؤسسات الدولة، وشلت الموانئ والمطارات، ومنعت تصدير النفط والغاز، واعاقت الحكومة، ونفت الرئيس (هادي) من عدن، ثم راحوا يولولون ويتباكون على الشعب، تماما كما يذرف التمساح الدموع خلال انقضاضه على فريسته ليس حزنا عليها بل ليشاهد مصرعها بوضوح.

من تحت بطانية دافئة يصرخ القيادي الجنوبي المقيم في أوروبا: "انتفضوا يا جنوبيين فليس لديكم ما تخسرونه".. مناضل جنوبي آخر يهتف من أمريكا: "أخرجوا يا جنوبيين لإسقاط معاشيق".. ومن أبوظبي يصرح ثالث: "هبوا إلى الشوارع وسنحميكم ".. وقيادي جنوبي رابع يعلن من سلطنة عمان ثورة جنوبية جديدة لتحرير الجنوب، أما القيادي الجنوبي الخامس فلا يمر يوم دون يتباكى بمنشوراته على أوضاع الجنوبيين ونسي أنه مقيم في عدن وأننا نرى النعمة والنعيم الذين هبطوا عليه من السماء فجأة بين ليلة وضحاها فبات من ذوي الأملاك والمواكب التي كسبها من المتاجرة بالجنوب وشعبه.

فما بالكم يا جنوبيون لا تنتفضون وتشعلوا الأرض والسماء نارا، وهكذا قادة وسياسيين وناشطين يناضلون من أجلكم يا جنوبيين، يناضلون هناك في أوروبا ولا صحة لما يقال عن شيكات الدعم السخي التي تصلهم شهريا باليورو، ويناضلون في أمريكا لنصرة قضيتكم الجنوبية بالدولار، ويناضلون في ولائم أبوظبي نيابة عن بطونكم الخاوية، ويناضلون في صلالة لتحرير عدن وتناول الحلوى العمانية الشهية بنفس الوقت، وفي الداخل الجنوبي أيضا مناضلين يضحون من أجلكم يا جنوبيين ولم يجنوا من تضحياتهم سوى عشرات الملايين فقط وبالعملة المحلية المنهارة.

هو ذبح لعدن وباقي محافظات الجنوب يريده (المخرج) أن يتم (بسكين جنوبية) لإكمال آخر مشاهد فيلم (حرب اليمن) بتراجيديا تخدع المشاهدين عن حقيقة ما يدور خلف الستار الجنوبي من استحواذ أجنبي بأدوات جنوبية على الأرض والثروة والموانئ والمطارات، وتصفية حسابات خليجية وصراعات إقليمية على أرض الجنوب وبضحايا جنوبيين.

دعوات التثوير ستتواصل بمحاولاتها لإشعال عدن والجنوب تنفيذا لمشروع السادة.. أما أبناء الجنوب فلسان حالهم قد ذقنا سابقا (حلاوة التحالف) و(حلوى التحرير) ولازلنا نغص بمرارتهما، فأرحلوا عنا أنتم وحلوياتكم المرة.