مقالات وكتابات


الثلاثاء - 02 أكتوبر 2018 - الساعة 05:04 م

كُتب بواسطة : فضل الجونة - ارشيف الكاتب


الفنان المنلوجست /محمد علي كعدل المولود في مدينة الشيخ عثمان بالعاصمة عدن عام 1949م ، واحد من الشخصيات التي خدمت الوطن في مجالات عدة منها المجال الرياضي كلاعب في نادي الهلال الرياضي ... ثم السلك التربوي وكذلك في المجال الفني خلال المراحل الماضية، ويمتلك المواهب المتعددة.

وكان له حضور في كثير من الأنشطة الفنية، وينتمي إلى أسرة فنية، وهو بالمناسبة شقيق الفنانة اليمنية الشهيرة امل كعدل، وبعد عقود من الزمن في خدمة الرياضة والمجال التربوي والعمل الفني والثقافي وجد نفسه بعيداً عن اهتمام ورعاية الدولة، ولم يتقاضى راتب أو حافز شهري مثله مثل بقيت المبدعين ممن خدموا المجتمع والوطن، والآن وبعد مشوار طويل في خدمة المجالات المتعددة، وضع ورمي في رفوف النسيان ولم يحضى بأي اهتمام أو رعاية نظير ما قدمه خلال مسيرته الناجحة والمتعددة المواهب، وما يعانيه اليوم من ظروف صعبة في غاية.

الصعوبة ويحتاج إلى من يقف بجانبه خلال هذه المرحلة ويمسح منه غبار النسيان والجحود ويمنحه الأمل لمواصلة الحياة ، بالصدفة التقيت بهذه الشخصية في حي إنما ودار بيننا حديث الذكريات وتحدث محمد علي كعدل وهو حزين والألم والحسرة يكسوا وجهه الذي تظهر عليه علامات الشيخوخة والقهر يملئ قلبه المرح الذي عرفه الناس دائماً في فرح ومرح والابتسامة لاتفارقه، ولكن الظروف التي يمر بها قضت على كل شي جميل في قلب هذا الإنسان الجميل بقلبه وروحه المرحة، وإليكم بعض من شريط الذكريات الذي حدثني بها الإنسان الكعدل والذي بدأ بحديث عن بداية طفولته ودراسته قائلاً :

بدأ دراسته الابتدائية في مدرسة (زاسكندراي سكوه) الجلاء حالياً بمدينة خورمكسر بعدن، ثم اتجه إلى سلك التدريس وخاض تجربة في مجال التدريس في المناطق الريفية وبدأ في مديرية بيحان محافظة شبوة، ثم انتقل إلى مديرية الضالع محافظة لحج في فترة حكم الرئيس السابق الشهيد قحطان الشعبي، ثم عاد في عهد الرئيس الشهيد سالمين إلى العاصمة عدن وإلى مدينة الشيخ عثمان ليعمل مدرس في المدرسة الشرقية ( مدرسة ردفان حالياً) وواصل رسالته التعليمية بكل تفاني واخلاص في خدمة العمل التربوي والتعليمي، ونظراً لموهبته في مجال الفن الغنائي تم نقله إلى وزارة الثقافة وساهم حينها في تقديم كثير من الفقرات الغنائية وفن المنلوجست في كثير من الحفلات الشعبية والمسرح التي كانت تقام حينها في تلك الفترة المزدهرة بالفن وأثناء الاحتفالات الثورية والنشاطات الثقافية، وعند تأسيس فرقة وزارة الداخلية انضم إلى فرقة الغناء مع عدد من الفنانين المعروفين أمثال أنور مبارك وعصام خليدي وآخرون، وشارك في كثير من الحفلات الغنائية والمسرحيات المحلية التي من خلال كانت له إسهامات متميزة في فن المنلوجست، والتي تقام حينها في المحافظات الريفية أثناء احتفالات الثورة، واستمر لفترة طويلة مع فرقة وزارة الداخلية وتوقف عن ممارسة الفن الذي عشقه منذ نعومة أظافره كهاوي له ولم يمارسه من جل الجانب المادي ولكن لحبه وشقفه بالفن ، خاصة وهو من أسرة فنية معروفه ، وللأسف توقف مجبراً مع توقف نشاط فرقة الداخلية عند تحقيق الوحدة اليمنية في العام 1990م، والذي تعطلت فيه كثير من أمور مرافق الدولة العامة ، وكذلك تهميش الجانب الفني بالذات مما أدى إلى توقفه عن الفن وتوقف الفرقة.



وكذلك توقف عن وظيفته الرسمية وانقطع عن العمل وحرم من وظيفته وضل خلال هذه الفترة المنصرمة عاطل عن العمل ولا يتقاضى أي مرتب من الدولة، وهو الذي خدم الوطن في عدة مجالات رياضية وتربوية وفنية وثقافية، ومع ذلك لم ينال حقوقه المشروعة من خلال راتبه المستحق الذي قطع عنه وهو في حاجة له، بعد معاناته وظروفه الصعبة التي يعانيها خلال عقود السنين الماضية ولا يزال إلى يومنا هذا يمر بأحلك الظروف الصعبة ووضع مادي متدهور، بسبب غياب وظيفته التي حرم منها وهو الأحق بها خاصة وأنه في سن متقدم من العمر.

وفي الجانب الرياضي كان له حضور متميز وبرز محمد علي كعدل خلال فترة السبعينات التي كانت غنية بالمواهب الرياضية، وكانت له مشاركة ضمن نادي الهلال الرياضي ولعب خلال تلك الفترة في سبعينات القرن الماضي مع فريق الهلال أشهر الأندية العدنية، كلاعب مهاجم (سنتر) وكان يتميز بالسرعة في خط الهجوم ، ولعب بجانب عدد من نجوم الكرة البارزين أمثال الكباتن الكبار علي فارع سالم وعمر علي سعيد وعلي المنصوري وعبدالملك بانافع وعلي سعيد سالم وآخرون، ولكن كما يقول الكعدل أن الفن كان هاجسه الاول وعشقه وارتبط به كثيراً نظراً لموهبته الفنية وتعدد الأنشطة الفنية خلال تلك الفترة المزدهرة بالفن والحفلات الغنائية، مما تسبب له في الابتعاد عن ممارسة الرياضة الكروية، وركز جهوده على الفن الغنائي وبالذات (فن المنلوجست) الذي كان له حضور في الاحتفالات الشعبية على مستوى عدن وبقية محافظات الوطن.

ولكن لم يكن قلبه واحساسه بعيد عن الرياضة، وضل متابع لكل مجريات الأنشطة الرياضية وبالذات كرة القدم وعلى وجه التحديد ناديه العريق (وحدة عدن) وقد غنى له عندما حقق وجمع بطولتي الدوري والكأس في موسم 88-89م بكل جدارة، وتفاعل مع الإنجاز الوحداوي واهداهم اغنية خاصة وبالاصح عند فوزهم على منافسه التقليدي التلال في مسابقة كأس الجمهورية عام 89م بهدف النجم خالد عفارة وقال في أغنيته وهي أيضاً من كلماته :

لما الحكم صفر وأعلن بلنتي للوحدة فوراً

خالد عفارة ماقصر سكنها في الركن الأيسر.

نادي الوحدة عملها ياناس شل الدوري وشل الكأس.

وهي اغنية ذاعت شهرتها في تلك الفترة ولا يزال الجمهور الرياضي يتذكره ويردد آياتها إلى يومنا هذا، واشار محمد علي كعدل أن أصحاب التلال زعلوا منه كثيراً من تلك الأغنية، التي كان يرددها باستمرار في المدرجات الخضراء المشجع الوحداوي الشهير الرواحي (رحمه الله)، وبالمناسبة كانت له مساجلات شعرية(ساخرة) مع مشجع الوحدة الروحي واشتهروا كثنائي في الوسط الرياضي من خلال تلك المساجلات الشعرية والغنائية التي شهدها الوسط الرياضي خلال تلك الحقبة الزمنية الجميلة بجمال وروح الرياضة وروعة عشاقها.

الفنان المنلوجست محمد علي كعدل يتمنى أن ينال قليل من الاهتمام والرعاية من قبل الجهات ذات العلاقة التي خدمها وافنى حياته وشبابه وكرس جهوده في خدمة تلك الجهات بابداعاته المتنوعة ومواهبه المتعددة، خاصة وأن الزمن جار عليه خلال هذه المرحلة، وتقدمه بالسن ولم يعد قادراً على تقديم شيء لخدمة الإنسان والوطن، ويحتاج اليوم أن يبادله المجتمع والجهات المعنية في الدولة الوفاء بالوفاء وتكريمه التكريم اللائق والمستحق، نظير جهوده وإبداعاته التي قدمها للوطن خلال العقود الماضية.