مقالات وكتابات


الخميس - 27 سبتمبر 2018 - الساعة 06:35 م

كُتب بواسطة : جعفر عاتق - ارشيف الكاتب


في ليلة السادس والعشرين من سبتمبر كانت هناك حركة غريبة في احدى مقابر صنعاء، حركة لم تكن اعتيادية ابدا، فقد ظهر ثلاثة أشخاص من بين القبور ليسيروا نحو البوابة.
خرج الثلاثة الأشخاص من المقبرة متجهين نحو مدينة صنعاء أو "أزال" كما يحلو لمحبيها أن ينادوها.
طافوا بالشوارع المحيطة بالمقبرة حتى بدأت عليهم علامات الاستغراب مما رأوه.. التفت أحدهم ليحدث صديقيه متسائلا: هل هذه صنعاء؟!!.
أجاب صديقاه بأنها صنعاء ولكن شواهدها تغيرت كثيرا، ثم أشار احدهما أن واصلوا الطريق لعلنا نعرف السبب.
وصل الأشخاص الثلاثة الى "باب اليمن" وهنا كانت المفاجأة.. لقد بدأت علامات الحسرة تعلي وجوههم جميعا.
صاح أحدهم ما هذا الذي نراه؟!! هل سيطر الملكيون مجددا على صنعاء وفشلت ثورتنا؟!!.
باب اليمن.. معلم صنعاء التاريخي يعلق عليه الملكيون شعاراتهم.. أين الجمهوريين.. لماذا لم يحافظوا على ثورتنا ويحققوا أهدافها؟!!.. ينادي الآخر.
أما الثالث فقد بدأ يتلو أبيات من الشِعر قائلا: ليلة من الدهر لم تحك ظلمتها .. يدُ الرجال بل حاكتها أفعالنا
عاد الثلاثة ادراجهم متحسرين على دماء ذهبت هدرا لتعود صنعاء الى الظلام.. وتموت معها أحلام نسجت على مدى عشرات السنين.
كان أولئك الأشخاص الثلاثة، المشير عبدالله السلال والقائد علي عبدالمغني والشاعر الكبير محمد محمود الزبيري الذي وصف في يومٍ ما ثورة السادس والعشرين من سبتمبر بقوله: يومٍ من الدهر لم تصنع أشعته .. شمس الضحى بل صنعاه بأيدينا
فسلام على أرواحهم الطاهرة والذل والعار لمن باع صنعاء وخذل ثورة 26 من سبتمبر المجيدة.

#جعفر_عاتق