مقالات وكتابات


الثلاثاء - 18 سبتمبر 2018 - الساعة 10:04 م

كُتب بواسطة : محمد فضل مرشد - ارشيف الكاتب


تتأهب مدينة كريتر لرفع علم (دولة عدن).. ذاك ما قاله لوسائل الإعلام نشطاء عدنيون أفادوا بأن ترتيبات جارية لفعالية عدنية تقام في الـ 25 من فبراير القادم وسيتم فيها "رفع علم دولة عدن في أعلى سارية المجلس التشريعي العدني" بحسب تصريحهم.

 

برأيي الشخصي من حق العدنيين رفع علم خاص بهم وإن كان في الأساس يعود إلى حقبة الاستعمار البريطاني، كما هو أيضا حق لكل مديرية في عدن أن يرفع أبنائها العلم الذي يتوافقون على ألوانه وتشكيلته ونوع البز والدرزي إلي بيخيطه، وذلك كخطوة أولى على طريق تطبيق العدانيه للتجربة الاسترالية التي أعطت بموجب الدستور الأسترالي الحق لكل مواطن بإعلان جمهوريته الخاصة ورفع العلم الذي يشاء في نطاق حدود منزله.

 

صديقي الأستاذ التربوي مازن عكبور علق فورا على خبر تحضيرات النشطاء العدنيين لفعالية رفع علم (دولة عدن) على صارية المجلس التشريعي بمدينة كريتر بتأكيده أن (الممدارة) أيضا سترفع علم دولتها فور رفع علم كريتر.. وما بين (دولة عدن) بكريتر و(دولة عكبور) بالممدارة دون شك لن يكون من خيار أمام أبناء منطقتي سوى رفع علم (دولة المنصورة) وكذلك سيكون ذات الأمر في التواهي والمعلا والبريقة والشيخ عثمان ودارسعد.

 

الكل يرفع، هذا يرفع الأسعار، وذاك يرفع ساعات انقطاع الكهرباء والمياه، وثالث يرفع سعر صرف الدولار والريال السعودي، ورابع يرفع اللصوص ويضع أقدامهم على رقاب المواطنين الشرفاء، وحكومة ترفع الضغط، وانتقالي وحراك يرفعوا الكوليسترول، وتحالف يرفع السكر.. إحنا في زمن الرفع.

 

أرفعوا يا جنوبيين الأعلام التي تشاؤون، وأعلنوا محافظاتكم جمهوريات، ومديرياتكم دول، واحياءكم دويلات.. ولكن قبل ذلك قفوا لحظة وأسألوا أنفسكم: من تخدعون بكل هذا الوهم الذي تصنعونه بأيديكم؟! ولماذا تصرون على التيه كقوم موسى عليه السلام؟!.

 

أحد عشر عاما من التيه الجنوبي في صحراء مشاريع مكونات ومجالس وقوى جنوبية لم تحقق للجنوبيين شيء مما وعدت به من تحرير واستعادة لدولة الجنوب عدا تمييع القضية الجنوبية ووأد نضال الثورة السلمية وإضاعة منجزات المقاومة الجنوبية حتى بلغتم بالجنوبيين حد التحسر على زمن عفاش!.

 

يا هؤلاء.. الجنوبيون كافة وأبناء عدن خاصة ليسوا في استراليا ورفاهية أعلامكم ودويلاتكم أبعد ما تكون عن احتياجاتهم، الجنوبيون إن كنتم لا تعلمون لم يعد اليوم يعنيهم غير قوت أطفالهم وقليل من الأمان وساعتين كهرباء فيما قيادات ومكونات ونشطاء الجنوب يبيعون الأوهام.. ولكن في هذه المرة لن يشتري أحدا من الجنوبيين أوهام دولكم وجمهورياتكم وأعلامكم ومشاريعكم البيزنطية فالجنوبيين بالكاد باتوا قادرين على توفير قيمة رغيف خبز بعد أن استنزافهم الجميع من قوى وقيادات جنوبية وحكومة شرعية وتحالف عربي.. فأتقوا الله فيهم ولا تجهزوا على ما تبقى منهم بمزيد من التيه الذي لا يستحقه شعب الجنوب المؤمن والصابر على ابتلاءه بكم جميعا.

 

معلومة أخيرة للنشطاء العدنيين أصحاب فكرة "علم دولة عدن" وهي أن الاسم الصحيح هو "ولاية عدن"، وفرق شاسع بين ولاية ودولة، فكيف سيستعيد دولة من يجهل حتى تاريخها؟!.