مقالات وكتابات


الأحد - 21 يناير 2018 - الساعة 05:58 م

كُتب بواسطة : حيدرة الكازمي - ارشيف الكاتب


السَّطْحِيَّةِ: هي سطحية في الكلام أو التفكير: تفاهة، ابتذال ، عدم عمق، عدم جدية، فمثلاً يتسم بعض الاعلاميين حاليا بالسطحية واللامبالاة أو بإمكاننا القول معرِفة سطحية (ظاهرية)، ويقال فكر سطحي: أي لا عمل فيه ، بسيط ومعلومات سطحية.
آراء سطحية: فيبدو أن الاخرين غارقون في التفاهة والأفكار السطحية مع البعد عن الجدية والحقيقة، توجهت الفكرة الأفلاطونية نحو إضفاء قيمة عامة للفكر النقدي تفوق تلك القيمة المعطاة للموضوعية السطحية التي لا تتبنى فكرة التحليل العميق في دراستها للأمور؛ وتعتبر بذلك انحرافات سطحية عن الواقع الأعمق.

العمق؛ عندما نتخذ الشكل الأعمق في المعالجة المهنية لبعض الجوانب مثل الصحافة والحقوق والتي نسعى من خلالها إلى فهم الامور والقضايا بشكل كامل.
ومع ذلك، قد تحتم بعض الظروف ضرورة التحول من المعالجة السطحية إلى معالجة شاملة ذات عمق، وفي نفس الوقت؛ عندما تصبح الأمور جدية، عندها يجب علينا أن نتحرى الفكر الأعمق عند محاولتنا لفهم الأمور، ونترك الأحكام السطحية للحالات التي تكون فيها درجة المخاطر منخفضة، وليست مرتفعة.

تطرقت لمفهوم السطحية والعمق بشكل مبسط؛ وبعد ذلك سأتحدث عن سبب ذكري لهما في مقالي هذا ولماذا!
وفي هذه الأسطر سأوظفها بشكل عميق في أنشطة ومهام الاعلاميين، والصحفيين، والناشطين في مجال الحقوق والحريات، وكذلك العمل المجتمعي التنموي؛ ومن يتقارب معهم في هذه المساحة بالأهداف والدوافع والمهنية التي ينشطون في إطاراها.

عندما أقترب من بعض المواضيع الحساسة، أو التي تهتم منها بالمواطن من الدرجة الأولى، أو ما يدور في مؤسسة حكومية أو خاصة؛ من مشاكل وقضايا واختلالات في عملية سير نشاطها ووظائفها كان سياساً أو أمنياً أو اقتصاديا أو خدمياً أو تنموياً وأتناولها من مصادر متعددة تتضح لي أبعاد وخطوط عريضة وأسباب ما وصلنا اليه من حقائق؛ نتفهم بشكل واضح للقضية التي يعاني منها ذوي الشأن والإختصاص ومن يتحملون مسؤولية ذلك(الخلل).

هذا الوضوح والفهم جاء بعد العمق في هذه القضايا والفساد والمشاكل لنعرف أكثر ما يحاك حولنا ونضع النقاط على الحروف لنستطيع المواجهة والقدرة على عرض ذلك للمجتمع والرأي العام.

ولكن عندما نتعامل بشكل سطحي(السطحية) ونبني على هذه السطحية نتائج ومخرجات لهذه القضايا ونظهرها أمام المواطن و الرأي العام؛ هنا تحدث الرتابة والضعف في مصداقية المعلومة وحقيقتها وتكون هذه القضية مصدراً للضجيج والضوضاء وذات أثر سلبي على المواطن ومن يعملون بشكل صحيح للخروج من الازمة التي صنعتها هذه القضايا ولا يتم الخروج بأي حلول، ونساهم بقصد أو بغير قصد في استمرار هذا الفساد.
كل ذلك يحدث بسبب سوء التعامل وضعف البحث والاستقصاء في المعلومات، والابتعاد عن المهنية في تنفيذ أنشطتنا.
وفي كثير من الأحيان، ،يؤكد ذلك أن بعض وسائل الاعلام تبث السطحية، والرداءة، والزيف، وتتحول إلى أدوات قمعية تخدم الطبقة الفاسدة؛ حيث يقصد منها إبقاء أفراد المجتمع في حالة من الغباء وعدم المبالاة.

من خلال ذلك أدعو من ذكرتهم مسبقا ألا يعتمدوا في أنشطتهم على السطحية في أي فساد أو قضية كانت سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو خدمية أو تنموية أو حقوقية تعاني منها البلاد؛ فيجب أن نتعمق أكثر فأكثر لنصل الى الحقيقة والحلول المناسبة ونقوم بدورنا الفعلي والمهني بمسؤولية تجاه الجميع؛ فنحن وسيلة وأداة مهمة يتابعها المواطن ويثق فيها المجتمع بشكل عام ليتعرف على ما حوله من أحداث وقضايا بكل شفافية ووضوح؛ فلزم علينا أن نبتعد عن السطحية ونتجه الى العمق في تنفيذ أنشطتنا واذا كنا لا نؤمن بذلك أو يعترينا الخوف من مصير خوضنا بعمق في هذه القضايا فعلينا أن نتجنب هذه الأنشطة ونعتزل هذا المجال، ولا نكون أدوات مساعدة على الكذب والفساد وتدليس الرأي العام؛ فلّنقل ولّْنَكتب خيراً أو نصمت! والله من وراء القصد.