مقالات وكتابات


السبت - 20 يناير 2018 - الساعة 04:42 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب



لم يكن الجنوب في عهد الديكتاتور (المقتول) إلا حلماً يرقد في جنبات (المحال)، وكان طريقنا إليه (مسدود). مسدود ، ولم يكن حلم بلوغه بالشيء اليسير، وتكبدنا الكثير والكثير في كل فعالية تقام أو أصوات تناهض ذلك النظام الذي يعيد نتاج ذاته اليوم حتى بعد أن أضحى المخلوع في خبر كان..

كان الطريق وعراً ومخفوفاً بالمخاطر في ظل تلك السياسية التي مارسها نظام صنعاء وزبانيته ضد كل الأصوات التي كانت تنادي بدولة الجنوب التي استأثروا بها وأمتصوا خيراتها لتغدوا هي الأخرى في خبر كان..

وحين سنحت لنا الفرصة أن نحصل على دولتنا المسلوبة، وقدمتها لنا تلك الحرب رغم قسوتها على طبق من ذهب، وأستطعنا أن نبدد آمال الأعداء في السيطرة على الجنوب،ونزعنا بفضل الله ثم التحالف مراكز القرار من أيديهم وجردناهم من كل شيء له صلة بالجنوب..

حتى أضحى الجنوب (قاب) قوسين أو دنى، ولايفصلنا عنه سوى بضعة خطوات،وقليل من النضج والفكر والتخطيط، إلا أننا وبسبب غبائنا المستفحل في دواخلنا، ومكايداتنا وربما اطماعنا الذاتية أضعنا الفرصة السانحة،وبددنا الحلم المنشود..


وأثبتنا للعالم أجمع أننا (أغبياء) مع مرتبة الشرف،وأنه من سابع (المستحيلات) أن نبلغ مرامنا وهدفنا ونحقق الغاية التي من أجلها سقط الشهداء، وسُلبت الأرواح، ونصل لحلم أن نستقل بتلك الدولة التي تلاشت في زحام مشاكلنا الذاتية..

وبدلاً من ان ننشغل بالتخطيط لدولتنا القادمة وحلمنا المنشود، ونضع اللبنات الأولى لبنائها، أنشغلنا (باللهف) والسلب بكل الطرق المتاحة والممكنة، كل من موقعه ومنصبة وعمله،ونستنزف مواقعنا ومناصبنا وننهب كل ما تطاله ايدينا وصلاحيتنا، ولسان حالنا نفسي، نفسي وليذهب الباقون للجحيم..


وربما هذا السبب وغيره هو ماجعل المحيط حولنا يخاف من تسليمنا دولة ومركز قرار، قد نتناحر فيه ونقتتل وننهب خيراته وثرواته (ونكدّسها) في منازلنا وجيوبنا،غير مكترثين أو مبالين بأحد..


جنوب اليوم حتى وأن كابرنا على واقعنا هو جنوب المصالح الذاتيه، والمكايدات والمناكفات،وصرف (صكوك) التخوين والعمالة والمناطقية البغيظة..

فهل سيظل حلم الجنوب (يرقد) في جنبات المحال،وبين تلابيب التصرفات الرعناء والسياسة القذرة التي يُمارسها البعض؟