مقالات وكتابات


الجمعة - 24 أغسطس 2018 - الساعة 11:08 م

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب



ماذا بين موت الشاب ملائكي الملامح محمد المذحجي وموت عثمان ولدي بحمى الضنك ثلاثة اعواما عجافا من الموت الزؤوم .
مابين موت محمد و عثمان وطن يذبح من الموريد الى الوريد و يموت اهله بالحرب وبالجوع وبالنسيان .
مابين موت محمد وعثمان تواصل حلقات الانقلاب الاسود على الدولة في صنعاء وماتبقى منها في عدن .
مابين موت محمد وعثمان قتل الزعيم وعاش الليئم على ماتبقى من بقايا الوطن .
مابين موت محمد وعثمان حزب يقاتل في كل الجبهات ويطعن من الظهر علي ايادي الحلفاء الثقات .
مابين محمد وعثمان ابطال يموتون في الجبهات واياديهم على زناد بنادقهم الفارغة من الرصاص .
مابين موت محمد وعثمان انهيار مريع لمنظمومة القيم وسقوط فضيع في بلوعات الخيانة وضياع طريق الخروج منها .
مابين موت محمد وعثمان ثقب اسود لضياع الموارد وانتشار دودة الفساد التي تنخر الهيكل الهرمي لدولة .
مابين موت محمد وعثمان حقيقة مرة تحكي قصة الموت لضمائر وعويل الحرائر على فقدناهم للوطن وفلذات اكبادهم وازواجهم واخوانهم .
مابين موت محمد وعثمان خيط رفيع للموت الرخيص في وطني يجتز الرقاب في كل حين ان بالامراض او بلفتن او بالدراهم .
ومابين موت محمد الرسول العظيم وعثمان الكريم ظهرت وانتهت دولة الخلافة الراشدة .
ولا وجه للمقارنة بين موت الرسول العظيم وموت ذو النورين الكريم وبين موت من يحملون اسميهما تيمنا بهما ضحايا حمى الضنك بشبوة محمد المذحجي وولدي عثمان .
وموت الشاب الخلوق محمد المذحجي ليلة البارحة في مستشفى عتق بهذا الداء القانل بعث من جديد احزاني على عثمان الذي قتل بنفس الداء وفي ساعة ليلة مماثلة قبل ثلاث اعوام وطهرت جسمه النحيل الجميل بفيض من دموعي والتي حجبت غزاراتها في لحظة الكتابة رؤيتي للحروف .
وكلما تذكرت عثمان اليوم بكيت من حرقت فراقه التي لا يحتملها قلبي وهو من يملئ حياتي بهجة وسعادة ويذكرني بفصول جميلة وحلوة منها . وان اخرجتني طبيعة عملي الصحفي من دائرة الحزن عليه وادخلتني في معمات الواجب الوطني والمهني وانشغالي بصناعة اخبار المعارك وموت الابطال على جبهاتها طيلة حرب تحرير شبوة من فلول القوى الامامية الانقلابية التي استولت على الدولة والوطن .
ولهذا ولله الحمد لم انع عثمان في خبر ولا في قصيدة ولا في مقال وكانني قد نسيته ، ولكن نفسي المحبة له لن تنساه ابدا وحينما حان فراغها بعد تحرير شبوة كلما مات انسان بحمى الضنك تذكرت حبيب القلب عثمان وانسلت غصة فراقه الى اعماق اعماقي وتلذذت بعذابي عليه .
وتولدت لدي قناعة بانني لن اخرج من دائرة الاحزان عليه و مازلت اقرأ عن اناس يموتون كل يوم بهذا الداء القاتل في عتق عاصمة المحافظة ومديرياتها .
وشبوة منكوبة حقيقة بضنك قيادتها ومن يخلصها اولا منها سيتمكن من تخليصها من وباء حمى الضنك لاننا نعلم سهولة القضاء عليها وباقل التكاليف .