مقالات وكتابات


السبت - 18 أغسطس 2018 - الساعة 11:00 م

كُتب بواسطة : محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب



من الغباء ان يقوم احدهم باستفسار الأمم المتحدة عن سبب استبعادها لمؤتمر صالح من المشاورات القادمة في جنيف .
فالاستفسار عيب يعود على من يقوم به ، كون مؤتمر صالح هم سبب ما حدث لهم من استبعاد ، غباءهم السياسي وتصرفاتهم الخاطئة تجاه الدولة الشرعية ومؤتمر الشرعية هو من جعل الأمم المتحدة تستبعدهم لأنها لم تجد غطاء قانوني ولا مبرر منطقي لاشراكهم واعتمادهم كطرف في المشاورات ، وذلك يعود لعدة أسباب سأذكر لكم هنا ثلاثة منها .

السبب الأول : المشاورات بين جانبين وليس ثلاثة .
الجانب الأول الشرعية ذات مشروع الدولة ومن معها من المكونات التي تؤيدها .
الجانب الثاني : جماعة الحوثي صاحبة مشروع الانقلاب على الدولة ومن معها من المكونات التي تؤيدها.
مؤتمر صالح لم يعترف بالدولة الشرعية التي جعلها غير قادرة على ضمه في جانبها لأنه لديه سياسة منفصلة مضادة معها وهو ما يخل بشروط الجانب الواحد الذي يجب ان يكون صاحب سياسة موحدة ونقاط متفق فيها .
وايضاً الامم المتحدة غير قادرة على اشراك مؤتمر صالح ، لأن ذلك معناه وجود جانب ثالث وهو الأمر الذي يتناقض مع عقد شروط المشاورات .
اي ان مؤتمر صالح اذا اراد تمثيله فيجب ان يكون في احد الجانبين ، اما مع الشرعية او مع الانقلاب .
ولا ننسى ان مؤتمر صالح عندما حضر المشاورات السابقة ، كان في جانب الانقلاب لأنه كان معترف بالانقلاب ومساند له ولن يكن مشارك ولن تقبله جماعة الحوثي في جانبها دون اعترافه بانقلابهم ومساندته وتأييده ولعب دوره السياسي فيما يخدمه .
مؤتمر صالح ارتكب خطأ عندما لم يتوجه نحو الاعتراف بالشرعية والاتحاد التام معها بعد اختلافه مع الحوثي ، وهذا ما يجعلنا اليوم نصنفه انه بموقفه هذا اصبح اقرب للانقلاب ، كونه اعترف بالانقلاب عندما كان في جانبه من قبل ولم يعترف بالشرعية من بعد ان اختلف مع الحوثي .
وبالله عليكم قولوا لي ، كيف سيتم اشراك مؤتمر صالح في مشاورات تتم بين جانبين الدولة والانقلاب ، فاشراكه معناه وجود جانب ثالث له مشكلة مع الدولة وله مشكلة مع الحوثي ، وهذا الجانب مخير اما يكن له تفاهماته المنفصلة مع الشرعية ليتحد معها ويتفق ، او ان يعود صوب الانقلاب ويعتبر ما حدث بينهم من اختلاف سابق هو شأن داخلي ...... اما حضوره كجانب ثالث في المشاورات فهذا مستحيل ، لأنه لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والناري !!

السبب الثاني : المكون السياسي قسمين وليس ثلاثة .
الحرب في اليمن بين الدولة والانقلاب قسم بعض الاحزاب السياسية إلى قسمين ، قسم مع الدولة وقسم مع الانقلاب ، والمؤتمر انقسم قسمين كذلك ، والمشاورات التي تمت بين الجانبين من قبل حضر تمثيل واحد لأي مكون في كل جانب .
مؤتمر صالح هو سبب انقسام المؤتمر كونه ايد الانقلاب وهو ما اعطى قبول واعتبار تمثيل لحزب المؤتمر في صف الانقلاب ليستمر اعتبار وجوده بعد اختلاف صالح مع الحوثي .
مؤتمر صالح عندما حضر المشاورات السابقة وهو في صف الانقلاب كان عبارة عن ممثل مكون واحد للمؤتمر ولم يكن هناك تمثيل مكونين لحزب المؤتمر في جانب الحوثي هما مؤتمر صالح ومؤتمر السلالة الهاشمية الذي يوجد اليوم بصنعاء .
إذاً بالله عليكم كيف سيحضر مؤتمر صالح كمكون منفصل في المشاورات السابقة على اساس انه في الجانب الذي سيكون ضد الانقلاب ، هل يعقل ان يكون هناك حزبان مؤتمريان ضد الانقلاب الأول مؤتمر الشرعية والثاني مؤتمر صالح ، هذه ما قد وقعت في العالم ، والمجنون سيعترض عليها فما بالك باصحاب العقول ، الكل سيقول لماذا لم يتحد مؤتمر صالح مع مؤتمر الشرعية ويصبحا مكون واحد له سياسته الموحدة وله دوره القوي .
رفض مؤتمر صالح لدعوة الرئيس هادي لتوحيد حزب المؤتمر ، هو الذي جعل الامم المتحدة تستبعده من المشاورات كونه لا يوجد مدخل قانوني ومبرر منطقي وعقلاني لوجود تمثيلين لحزب واحد داخل جانب واحد في اي مشاورات .
مؤتمر صالح ارتكب خطأ بعدم توحده مع مؤتمر الشرعية ، وهذا ما أضر بحزب المؤتمر الذي انقسم إلى قسمين عندما كان مؤتمر صالح مؤيد الانقلاب ، واصبح اليوم ثلاثة اقسام بعد خلاف مؤتمر صالح مع الحوثي وعدم توحده مع مؤتمر الشرعية .

السبب الثالث : الحرب في المعركة بين فريقين وليس ثلاثة .
اذا اردت عقد مشاورات لايقاف حرب في المعركة فيجب ان تتخاطب مع فريقين .
لا توجد اي معركة في العالم يتقاتل بها ثلاث فرق ، المعركة تتكون من فريقين فقط ، مواجهة بين فريق وفريق ، مؤتمر صالح اراد بحضوره المشاورات ان يكون فريق ثالث في المعركة يتحارب معاً مع الفريقين اللذان يتحاربان فيما بينهما .
المعركة في اليمن بين فريق الدولة الشرعية وفريق الانقلاب على الدولة . والمشاورات للتصالح وايقاف الحرب يمثلها هذان الفريقان .

ايضاً المشاورات في المعركة السياسية المتعلقة بالحرب تتم بين فريقين فقط ، مثلها مثل مباراة كرة القدم .
هل رأيتم مباراة في كرة القدم بين ثلاثة فرق بنفس الوقت داخل ملعب واحد !!
مباراة كهذه لن يستطيع الحكم ان يحكم ولا يستطيع الجمهور ان يعرف ماذا يحدث ، ولن يستطيع اي فريق ان يترتب ويلعب ويحرز نصر .
وكذلك المعركة السياسية في ظل معركة حرب .
مؤتمر صالح بتوجهه السياسي بعد خلافه مع الحوثي اراد ان يكون فريق ثالث في المباراة السياسية لحرب اليمن ، وهذا مستحيل ، كونه سيعارض انظمة المباراة وسيعرضه لرفض الحكم الدولي وطرده من المباراه وارضية الملعب .