مقالات وكتابات


السبت - 18 أغسطس 2018 - الساعة 10:59 م

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب


البطون جوعى، والعقول شاردة، والأجساد ناحلة مريضة، والثياب بالية ممزقة، والأطفال يبكون، والأم تتوجع، والأب يسمع فتموت قواه، أطفاله يستنجدون به وهم يرددون، ألا يحق لنا أن نعيش، ألا يليق بنا أن نرتدي الجديد؟ فالكل يئن ألا تسمعون أنينهم؟

ألا تحسون بحاجتهم، ألا تشفقون عليهم؟ ليس لديهم عيد، ولا يملكون أي شيء جديد، فجديدهم الجديدان الليل والنهار يتعاقبان عليهم وهم يكابدون الساعات ويعدون الدقائق لعلكم تذهبون، فلقد سلبتم حقوقهم، وسطوتم على فرحتهم وطعامهم، وكل شيء جميل في حياتهم، سرقتم أمنهم، فخوفهم دائم، وهمهم مستمر، وأنينهم لا ينقطع، ألا تسمعون أنينهم؟

أعيادهم بؤس، وأعوامهم، كالعلكة يمضغونها ولاطعم لها، يتكرر يومهم لتتكرر معاناتهم، فهم بين أنين وصراخ، وبوح وكتمان، معاناتهم حرمان وإهمال، وسلب للحقوق، فعيشهم أنين، ألا تسمعون أنينهم؟

يبكون ولا تسمعون، يشكون ولا تأبهون، يصرخون، ولا تلتفتون، يموتون ولا تحزنون، أتعلمون لماذا لا تهتمون؟ الجواب مضحك مبكي، هذا لأنهم الشعب، والشعب كثير، فالموت لا يؤثر فيهم، لأنهم كثير، فهم يئنون، فهل تسمعون أنينهم؟

جاء عيدكم وعيدهم لم يحن أوانه، فعيدهم بعيد مناله، وعيدكم هاأنتم قد قطفتم ثماره، عيدكم دائم، وهم يعيشون على أمل أن ينتهي عيدكم، وأن ينقضي أنينهم، فذهاب أنينهن هو عينه صبح عيدهم، فهل تسمعون أنينهم؟ ألا تسمعونه؟ قولوا بكل صراحة هل تسمعونه؟