مقالات وكتابات


الخميس - 16 أغسطس 2018 - الساعة 09:15 م

كُتب بواسطة : سالم الفراص - ارشيف الكاتب



اعتادت الجمعيات الخيرية والاغاثية وبالذات منها اليمنية التابعة، والعربية المرابية بلا استثناء تعمد مواصلة هدر كرامة المواطنين اليمنيين المنكوبين والمغيبين، أكان منهم النازحون المستلبون، او المهجرون المفجوعون وغيرهم من المسحوقين في القرى والمدن، ممن يجري عرض طوابيرهم وربما اسمائهم وصورهم من اطفال ونساء ورجال وشباب ومسنين حفاة وعراة مهزولين ملهوفين امام كاميرات الفيديو والفوتغراف وهم يقفون طوابير طويلة تحت لهيب الشمس.. طوابير قد تمتد لايام بانتظار استلام كم كيلو رز وقنينة زيت يضاف اليها نادرا وفي احسن الحالات بعض اقراص ومستوعبات التنظيف تسبقها دعايات اعلامية واسعة الحدود والنطاق تلهج بالشكر والعرفان للجهات التي تفضلت بهذا التشهير المعلن والاذلال المبرمج والممنهج، الذي تمارسه هذه المنظمات (الخيرية) ومن يمثلها وهم يرفعون صورهم وسط شعارات وتصريحات مثيرة للتقزز والنفور.. مع مباركات سخية من قبل الجهات الرسمية او ما يمكن ان نسميها جوازا بهذا الاسم من وزارات ومحافظين ومجالس محلية الى ما لا نهاية من اسماء هذه القائمة الفجائعية.
التي لاتدخر جهدا في الحضور، والاصطفاف امام اكوام السلال، منافسين بابتساماتهم وطريقة وقوفهم مستاجري شركات الدعاية والاعلان والترويج لما يجري من هوان لبني الانسان.
هذه الجهات التي اختصرت دورها ووجودها في الترويج الرخيص والبغيض لبرامج هذه الجهات، والتي استحالت الى مفردات ترويجية في اجندتها المكرسة للتعريض بقيمة ومكانة وانفة المواطن، الذي بات عليه ان لايعاني هو واسرته من العوز والفاقة بسبب ارتفاع الاسعار وجمود الاجور وغياب الاعمال، وضياع الامن والاستقرار وحسب، وإنما عليه ايضا الاستمرار في تحمل واجباته تجاه (الدولة) من دفع لفواتير الكهرباء والماء وتحمل اعباء دفع الضرائب المضافة ذات الاوجه والمسميات المختلفة.
كما عليه - علاوة على هذا وذاك - أن يتحول بالمقابل الى متسول يتنقل بين كشوفات ووعود المنظمات الخيرية والاغاثية التي استمرأت - ومن يقفون وراءها وعلى رأسها - إلحاق مزيد من الاذى بآدميته ومشاعره، مقابل تلقي صدقات زهيدة لا تسمن ولا تغني من جوع.. سلال.. وزنابيل..وقفف.. اغاثية جاءت وأعدت لتبقي المواطن اليمني على شفا هاوية من الجوع، والقبول بالفتات وعدم مبارحة جحيم آلامه او الخروج من محيط وعيده وإنذاراته بغد اكثر جوعا وإذلالا ومعاناة.
وان لاخيار له ولا فكاك من قبضة الضياع والانفلات.. وأن يبقى مرسلا في مغبات الشتات، كمواطن فاتته سبل الخلاص والنجاة، بعد ان طوقته وشددت الحصار عليه تعاقب النكبات، التي بات بسببها قاب هلاك.
جمعيات ومنظمات (خيرية) طاردة سالبة لآدمية الانسان، كانت وما زالت بما تنتهجه من طرق وأساليب لتقديم ما تقدمه من فتات وفضلات، اشد وقعا عليه من همجية الحرب وبشاعة استمرارها.