مقالات وكتابات


الخميس - 16 أغسطس 2018 - الساعة 06:35 م

كُتب بواسطة : وضاح سالم فارع - ارشيف الكاتب


الآرهاب آفة من مخلفات الزمن الماضي ،والتي مازالت أدواته باقية إلى يومنا هذا…بات الآرهاب يفتك بعدن وأهلها للعام الرابع على التوالي ،وبات الآرهاب يضع عدن وأهلها طرائد سهلة للموت ,فمن استهداف وتصفية عددا من القيادات العسكرية والامنية والاستخباراتية الی استهداف واغتيالات طالت ما يقارب ال 25 اماما من أئمة المساجد في عدن ..


فدماء أبناء شعبنا اليمني العظيم وأهلنا في عدن والوطن غالية وغالية جدا ،فالخسائر بازدياد مالم توضع النقاط على الحروف ونعيد الأمور إلى نصابها…فلن تستقيم الأمور مالم تصحح في مسارها الصحيح والطبيعي ،والمتمثل بتوحيد عمل الأجهزة الأمنية وآنشاء غرفة عمليات موحدة ،تضمن عدم ازدواجية القرار الأمني والعملياتي تحت مظلة وزارة الداخلية واشراك جهازي الامن السياسي والقومي وتفعيل العمل الاستخباراتي في رصد وتعقب العناصر الارهابية وقيامهما بدورهما المناط به ,باعتبارهم الجهات القانونية والرسمية والمستمدة قانونيتها من الدستور والقانون ،وهي الجهات المناط بها تعزيز دعائم الآمن والاستقرار وحفظ السكينة العامة والسلم الاجتماعي للوطن والمواطن في كافة ربوع وطننا الحبيب…


فالجهاز الامني له خصوصيته وتميزه النوعي ,وفيما اذا ظل علی ما يسير عليه من الية عمل والتي لا تمت للعمل الامني بصلة ,ولن يستقيم اداءه ولن تتم السيطرۃ علی الجريمة والعمليات الارهابية والقضاء علی التنظيمات الارهابية وتعقب عناصرها ودك عری منابعها التمويلية وتفكيك الخلايا السرية لتلك التنظيمات ,مالم تتوفر اساسيات ومنهجيات العمل الامني متبوعا بتوفير الامكانيات اللازمة والنوعية وتولي الكوادر الكفوءۃ والموهلة امنيا وشرطويا واكاديميا والتي لها باع طويل بالعمل الامني والتي تمثل احد اهم استثباب واستقرار المنظومة الامنية وتفعيل اداء الاجهزۃ الامنية ليتسنی لها القيام بواجباتها علی اكمل وجه ,مالم فان ما يتم ما هو الا عبث وضياع للوقت واستهتار ولا مبالاۃ لما يجري في عدن والوطن عموما .

فتعدد الوحدات الأمنية وتعدد الأجهزة وعدم واحديه القرار الأمني فيما بينها ،يشكل هاجسا مؤرقا لأبناء هذه المدينة الغالية عدن ،بل آن عدم الآسراع بتوحيد الأجهزة والوحدات الأمنية بات يفتح ثغرات يستطيع من خلالها الإرهاب النفاذ والاختراق بكل يسر وسهولة فمن اهم اركان نجاح المنظمومة الامنية والعمل الشرطي والتي تمثله وزارۃ الداخلية والاجهزۃ والوحدات الامنية التابعة لها اكانت بالعاصمة المؤقتة عدن او بعموم المحافظات المحررۃ بربوع وطننا الحبيب هو جمع وتحليل البيانات ورصد تحركات الخلايا الارهابية من خلال المعلومات الاستخباراتية والتي تقع عاتقها علی جهازي الامن السياسي والقومي ,كما ان نجاح عناصر الاستقرار وتثبيت الامن ونجاح الخطة الامنية فيه لن تتاتی الا بتظافر جهود الجميع فالأمن مسئولية تضامنية ومشتركة من قبل الجميع فيما بين المواطن والمجتمع والاجهزۃ الامنية ورجال الامن مع اجهزۃ الدولة.

حيث يعد امداد الاجهزۃ الامنية بالبيانات وتعزيزها بالمعلومات الاستخباراتية الكافية هو احد اهم اركان نجاح تلك الاجهزۃ وتمكنها من اداء دورها المناط بها علی اكمل وجه والمتمثل في تثبيت دعائم الامن والاستقرار وحفظ السكينة العامة والسلم الاجتماعي للوطن والمواطن ....

فيما يعد الاعتماد المباشر علی انتشار النقاط الامنية في الشوارع احد اهم الاسباب الهامة لتردي اداء المنظمومة الامنية ,فيما يعد الاستمرار فيه بالامر الخاطی ,حيث ان مهام النقاط الامنية ماهو الا لاغلاق المنطقة المراد اجراء اجراءات وخطوات امنية فيها ,ولايتعدی برنامج الانتشار الامني وانتشار النقاط الامنية الا كاحد العوامل المساعدۃ وضرورۃ احتياطية فقط ولكن لايمكنها - واقصد النقاط الامنية- ان تكون ركائز اساسية لاستثباب المنظومة الامنية.

ولذلك نقولها مرارا وتكرارا فان اردنا قيام الدولة فان الدولة لا تقوم الا باجهزتها الأمنية والمتمثلة بوزارة الداخلية فهي السبيل الوحيد والمخرج الامن لكل ما نعاني منه ,ولتذهب كل هذه الأذرع والمليشيات إلى مزبلة التاريخ.


مالم فإن كل مايجري على أرض الواقع ماهو إلا عبث وحلول ترقيعية مؤقتة وليست حلولا دائمة لعلاج المشكلة وغير ذات جدوى بل آنما هي تأجيل وترحيل مشاكل وعوائق لمراحل قادمة ،وستظل المشكلة على حالها مالم تعود الأمور إلى نصابها ،وسيأتي يوما قد نخسر الوطن بأكمله ليتفتت ويتشظى قطعا صغيرة كقطع الليل المظلم ولات ساعة مندم ،ولن يكون هناك خاسر سوى نحن وأبنائنا الطيبون وشعبنا اليمني العظيم والوطن عموما ..

وان لم تتوحد الجهود ويتكاثف الجميع لمحاربة هذه الآفة الخطيرة -ظاهرة الآرهاب-والقضاء عليها الذي بات آكثر الخاسرين منها هم أبناء شعبنا اليمني العظيم والصابر والمغلوب على آمره ,فان الامور قد تسوء وتنحل المسبحة وتتناثر حباتها وسنكون نحن الخاسرون فقط.

آسآل الله العلي العظيم آن يجعل لهذا البلد آمر رشد ويجنبه الفتن ماظهر منها وما بطن وآسآله تعالى آن يتغمد شهدائنا الأبرار بواسع رحمته ،وآن يسكنهم فسيح جناته ،وآن يحشرهم مع الشهداء والصديقين ،وآن يلهمنا وأهليهم وذويهم وكافة أبناء الوطن وعدن خاصة الصبر والسلوان  وإنا لله وإنا إليه راجعون وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين .

✍بقلم :وضاح سالم فارع طالب