مقالات وكتابات


السبت - 11 أغسطس 2018 - الساعة 05:07 م

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب



تكمن اهمية الصورة اليوم من قيمة وظائفها في صناعة الاعلام المعاصر واعتماده الجوهري عليها وعلى قوة تأثيراتها وانعكاساتها السلبية او الايحابية على المشاهد . وتأخذ الصورها ابعادها الحقيقة من قدرتها على السيطرة على عقلية المتلقي والمستقبل لها ومن سرعة وصولها اليه وسرعة انتشارها وتداولها ومشاهدتها في كل بقعة من المعمورة مع ما يمكن ان اتتركه من انطباعات مباشرة وغير مباشرة في عقليته ونفسيته . ، ولصورة تعبيراتها البليغة اكثر من الكلام في التعريف والتشخيص  للاحداث وقد تخلق عواصف من التفاعلات والانفاعلات معها وقد تبنى عليها مواقف متنوعة لدول والشعوب والافراد ، ناهيك عن تأثيرها الطاغي على الاندفاع في تشيكل الرأي العام .
ولست بصدد بحث مكانة الصورة في نظم وعلوم ونظريات الاعلام ، ولكن مادعاني الى طرح هذه المقدمة هو حجم التداول المهول لصور تحاكي حدث حملة منع السلاح في عاصمة المحافظة عتق والتي يجمع الناس قاطبة على اهميتها وحاجتهم لها ويشكرون على تفاعلهم الايجابي معها واستجابتهم وبكل طواعية في التعاون مع رجال الامن وقيامهم بتسليم اسلحتهم بكل اريحية ولم تسجل حالة رفض واحدة لها من اي مواطن في مدينة عتق او الزائرين لها من المديريات .
والصورة الاولى تظهر حجم الاسلحة التي تم تسليمها خلال اليوم الاول من الحملة والسؤال الذي يفرض نفسه هل من ضرورة تستدعي بثها واطلاقها في الفضاء الاكتروني و منصات التواصل الاجتماعي .
اعتقد الاجابة المطلوبة لا و يفترض عدم بثها لخطورة الرسالة التي تحملها الصورة لانها مستفزة لمشاعر ابناء شبوة وتمس تاريخ علاقتهم مع السلاح وما له من ارتباطات عميقه بشخصياتهم .
الصورة الثانية التي تلفت الانتباه ايضا وفي سياق احداث حملة منع السلاح صورة لا تقل اهمية عن الاولى واعتقد ان الشباب الذين اخذهم مشهد الحماس لنجاح الحملة لم يسعفهم الوقت للوقوف امام الدلالات التي تحملها الصورة عن الحدث . 
الصورة الثانية التي تستدعي الحديث عنها تظهر في ثناياها استيديو اذاعة شبوة وكأنه ثكنة عسكرية خلال اجراء مقابلة مع المسؤول الاول عن الحملة  القائد الشاب وجدي باعوم وكان يتحدث عن ضوابط الحملة وضرورة التزام رجال الامن والجيش بزي وحداتهم والحارس الذي يقف بجانبه بزي مدني يحمل رشاش حضيرة .
اذا ما كان لهذه الصورة ان توزع لانها بدون شك ستترك انطباع غير ايجابي عند عامة الناس وخاصتهم فضلا عن استخدامها في المولوج الشعبي وظهورها بانواع مختلفة في هذا الموروث الفني العريق بشبوة.
ولهذا يستوجب على صناع رسالة الاعلام اليوم ادراك الابعاد العميقة لصورة وما توحي به وما يمكن ان تحمله من تعبيرات واشارات ايجابية او سلبية عن  الاحداث .