مقالات وكتابات


الخميس - 09 أغسطس 2018 - الساعة 07:23 م

كُتب بواسطة : أسامة الشرمي - ارشيف الكاتب



جميعنا نملك القدرة على النقد وهذا حق أصيل لكل مواطن ولا مرية فيه. وبالنظر في إطار هذا الحق كم شخص تعرفه بإمكانه أن يقنن إنفعالاته!، ويحولها لتصورات وبرامج ورؤى تحل المشكلة، وتكشف مكامن العطب وتوجد البدائل الموضوعية للعيوب وتفسر التفاعلات، بطريقة معرفية تقوم على أسس البحث العلمي.

حقيقة أنا تعرفت على نزر يسير من شباب اليمن يحترف هذه الصنعة من بينهم ثلاثة جنوبيين تعاقبوا على إدارة مكتب رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس هادي (العليمي، مارم، بن مبارك).

شخصيا لطالما وددت تنظيم برامج عمل تدريبية يشرف عليها متخصصون لكوكبة من شباب الحراك الجنوبي، تمكنهم من تلقي هذا النوع من المهارات، بما يضمن جدوى هذا البرنامج في أداء مكونات الحراك الجنوبي، وضمان تمكين مشرف لهؤلاء الأشخاص مستقبلا في مؤسسات الدولة.

إن التساهل بمسألة تأهيل الكوادر الشبابية سواء من داخل الحراك أو حتى من حلفائه أو مناوئيه خطأ فادح ينم عن غياب الرؤية الاستراتيجية ومحاولة متعبة تجتر الماضي بكل مزالقه وانحرافاته، فبدون تأهيل لن تخلق الشراكة الحقيقية، وبدون المشاركة لا جدوى من أي مشاريع حل وطنية أو إقليمية،

بدون تأهيل سنقفز مع اول محطة استقرار خلف أسوار واقعنا الأليم، وما أن نعود حتى تلفح وجوهنا نيران غضب عارم لا يفقه التعبير عن مكنوناته برشد وموضوعية، ولن يعي الهاربون من مآسيهم اللغة التي يتحدث بها هذا الضجيج الضجيج الشعبي العارم الذي لم تلهب أكياره شمس الضحى، بل صنعناه بأيدينا.