مقالات وكتابات


الخميس - 09 أغسطس 2018 - الساعة 07:20 م

كُتب بواسطة : احمد ناصر حميدان - ارشيف الكاتب


مؤسف القول أن عدن اليوم يسيطر عليها الرعب , رعب خطف الأطفال والنساء , رعب الرصاص الراجع , رعب الانفلات الأمني واللصوص , والمسلحين , والدرجات النارية , ما لم تخطف الحقائب والتلفونات , يمكن أن تقتل في وضح النهار وفي الشوارع العامة والمكتظة بالمارة بأريحية , رعب يداهمك على غفلة , وفي لحظات تحدث الجريمة وتقيد ضد مجهول .



لا شيء يتطور في عدن غير الرعب , من رعب السماء التي تمطر رصاص ومقذوفات وصواريخ , لرعب الأرض رعب الإنسان الغير سوي لأخيه الإنسان البسيط المتكل على الله في حماية روحه وماله وعرضه , لا يتكل على أجهزة الأمن ولا حكومة ولا معارضة , هم مشغولون في حماية أصنامهم وثكناتهم العسكرية , منهمكون في استثمار مصائبنا و أوجعنا لأهدافهم السياسية القذرة , يعيشون في قصور بسياج امني , ويسيرون بمواكب محصنة , والمواطن عرضة لكل الانتهاكات والرعب , رعب المجاري وهي تبتلع المارة , والأغطية المتهالكة وإهمال وعدم مبالاة المسئولين على صيانتها , في إدارة عصية على التغيير الايجابي , وأي تغيير يتم للأسوأ .



الطفلة دنيا فهد خرجت من المنزل الكائن في المنصورة ريمي في أمان الله لتذهب للدكان , والأسرة مطمئنة لا يوجد زفة عرس , ولا اشتباكات منفلتة , وفجاه تبتلعها الأرض , أصاب الجميع الذهول والهستيريا , وهم والدها للبحث عن طفلته ليجد أن احد مناهل المجاري مفتوح وقد ابتلعها , للساكنين روايات عن فقدان الغطاء , البعض يؤكد انه بفعل فاعل , سيارات الشفط التي تأتي لترمي مخلفاتها في هذه البيارة , سيارات النقل الثقيل التي كانت تعمل في المكان حطمت هذا الغطاء , وللجهات الأمنية القدرة للتحقيق في صحة ما يتداول , لمعرفة ذلك الفاعل .



في عدن أن غابت الدولة ومؤسساتها , كالدفاع المدني والإطفاء المعني بالإنقاذ الذي يفترض أن يكون مناوب , وله أرقام طوارئ , فلن تغيب الشهامة والرجولة من شبابها , قفز الشاب محمد خالد لذات المنهل لإنقاذ الطفلة غير مبالي بالنتائج وتأخر مما جعل زميلة حمدي عزة يقفز للإنقاذ زميلة والطفلة معا , غير مبالي أيضا بالنتيجة , والمعروف أن المجاري تحتوي على غازات سامة ومميتة , وكانت الكارثة , ابتلعتهما المجاري جميعا , والناس في حيرة بغياب الدفاع المدني وأدوات الإنقاذ , وكانت المبادرة من بعض عمال البلدية , الذين استخرجوا جثثا هامدة من المنهل الرئيسي الذي يبعد كم كيلوا عن منهل الجريمة .



فعلا جريمة مكتملة الأركان , إهمال المسئولين عن أداء مهامهم الدورية في تفقد و صيانة المناهل , جريمة يتحملها المسئولين حسب الترتيب من أعلى للأسفل , من المحافظة للمديرية , كلا بصفته وموقعه , أرواح الناس في ذمتهم وذمة الوظيفة التي يشغلونها , ويجب أن يكون هناك محاسبة وعقاب ينصف الضحايا وذويهم , طفلة بريئة وشباب واعد , نفقدهم في لمح البصر بسبب إهمال بسيط كان ممكن تفادي مثل هكذا جريمة , لو يتم وضع جدول تفقد يومي لأهم المناهل الرئيسية الخطرة والغير خطرة لتفقدها وصيانتها أو وضع حواجز تحذيرية تنبه المارين وفاقدي البصر والعجزة والمعاقين والسالمين من البشر والحيوانات .



ننتظر إجراءات صارمة من قبل القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس ورئيس الوزراء والوزير المسئول , والمدعي العام و وزير الداخلية , في محاكمة المجرمين المهملين لأداء مهامهم , والمتسببين بالجريمة , كما قال عمر رضي الله عنه :" لو أن بغلة تعثرت في العراق لسألني الله عنها لما لم تمهد لها الطريق . وما من شك ، أنكم مسئولين عن هذا التعثر .