مقالات وكتابات


الأحد - 29 يوليه 2018 - الساعة 09:54 م

كُتب بواسطة : عبدالله سعيد القروة - ارشيف الكاتب


_ والله يا بلاد يرحل منها اليمنيين ماتشوف خير بعدهم هذه مجربة __
هذه الكلمة سمعتها من والدي رحمه الله تعالى عام 90م تقريبا عندما فرض على اليمنيين تصحيح اوضاعهم في السعودية ابان حرب الخليج ورحلوا الى بلادهم وكذلك عودة عشرات الالاف من دول الخليج بسبب حرب الخليج الثانية ( احتلال الكويت) !

قال رحمه الله : ان اهل اليمن رحلوا من دول شرق افرقيا في نهاية الخمسينات والستينات وحل بعدهم الخراب والدمار والحروب والفقر وكانوا اغنياء وترونهم هم ونسائهم يشحتون عندكم اليوم .
وتم ترحيلهم من اندونيسيا وشرق اسيا وحلت بعدهم الحروب والمجاعات حتى اصبح الاندنسيون يشتغلون اخدام في بيوت الخليجيين بعد البذخ والثراء الفاحش والحياة الكريمة في جاوة .
ويواصل رحمه الله : اخشى ان يحل بدول الخليج ماحل بجاوة والصومال والحبشه بعد رحيل اهل اليمن منها !!!
انتهاء كلامه رحمه الله ..

_ كل ما شاهدت افواج القادمين من السعودية بتأشيرات خروج نهائي اوسمعت بمعاناة اهل اليمن في السعوديه بعد فرض الرسوم الجديدة على الاسر وعلى العمال اتذكر كلام الوالد واتذكر حتى المكان الذي كنا فيه وقتها عندما كان يحدثنا .

▪ نحن نعرف أن السعودية لم تأمر بترحيل اليمنيين رسميا ولكنها اتخذت قرار ترحيلهم بطريقة غير مباشرة عبر فرض الرسوم الجائرة على المقيمين التي لا يستطيعون دفعها !!

🔹 صحيح ان القرارات السعودية لاتخص اليمنيين وحدهم وشملت كل المقيمين فيها ..
🔹 وصحيح انها قرارات سيادية ولها الحق في سن اي قوانين تراها مناسبة لها وليس لنا الاعتراض عليها ..
ولكن بحكم الجوار مع اليمن وصلاة القربى والدم وظروف الحرب وقيادة السعودية نفسها لتلك الحرب ومعرفتها الكاملة بمعاناة الشعب في اليمن وارتفاع مؤشر الى الفقر الى نسبة ال 80% او اكثر من الشعب اليمني كان بامكانها استثنائهم لفترة محددة مثلما فعل الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله في وقت سابق ولن يخسروا شيئا ولكن سبق السيف العذل .

▪ معظم اليمنيون عمال عاديون ولكنهم اذكياء جدا ومثابرون ومجتهدون واصبحوا مهنيين ومهندسين تخرجوا من جامعة الحياة.. بنوا العمائر الكبيرة والفنادق وشيدوا الجسور وتعلموا هندسة السيارات وادارة الاعمال بدون دراسة اوشهادات .. ببساطة ( *هم أمة عاملة قوية بلا نظام ولا دولة* ) ..
وبعبارة أدق __ما ينقصهم الا الدولة __ !!

▪ خروج مئات الالاف من المللكة في هذه الظروف الصعبة ومن ضمنهم اسر لا تعرف البلاد ولم تزرها في حياتها ومعظمهم بلا مساكن ولا بيوت ومفلسين سيزيد العبء على بقايا اقتصاد البلاد المنهار وعلى امنها المتردي وسينعكس سلبا على حياة تلك الاسر التي فقدت ماكانت تتمتع به من رفاه في السعودية .

▪ وقد قيل : مصائب قوم عند قوم فوائد .
فقد رحب محمد علي الحوثي بالقرارات السعودية ترحيبا ضمنيا لانها عملت على رفد جبهاته بالمقاتلين الشباب المرحلين او الراحلين من المملكة وفتح لهم معسكرات تدريب سريعة لان اغلبهم عسكريين يتقنون استعمال السلاح .. وهذا بحد ذاته سبب وجيه في استثنائهم .

▪ (الشرعية) لن تقدم لهؤلاء اي مساعدة لانها هي اصلا بحاجة للمساعدة وان حصلت على شيء فلن يتعدى جيوب الفاسدين فيها .. لذلك فالعبء كبير واثره على البلاد سيكون مدمر وخطير اذا لم تتخذ قيادة التحالف(السعودية) حلولا لنتائج قراراتها الاخيرة بمشاركة ودعم الامارات لاستيعاب الشباب العائدين وتشغيلهم اوتجنيدهم ومساعدتهم لإعالة اسرهم .

🔹 ان عودة الاف الشباب وتركهم بدون عمل يعيشون به مع اسرهم امر خطير وخطير جدا مع وجود جهات تعمل على استقطاب الشباب وتجنيدهم والحوثي احد تلك الجهات وسيكون الأمر اكثر خطرا اذا انظموا الى تنظيمات متطرفة.
وللعلم الحوثيون من مناطق سيطرتهم لايسمحون للشباب بالذهاب الى مأرب لخوفهم من انهم سينضمون الى الجيش ويحاربونهم!! فكيف بحال من اتى من المملكة لايملك قوت يومه ؟ اما ان يتجند مع الشرعية ان كان له قبول او ان ينظم الى المليشيات الحوثية !! ليس امامه خيار اخر .

🔴 إن عودة هؤلاء في هذه الظروف وانهيار الاقتصاد وانعدام الخدمات وغلاء المعيشة وانفلات الأمن ووجود بيئة مشجعة على الجريمة والنهب والسلب والسرقة .. كلها عوامل مساعدة لتنشئة بيئه مضطربة ومتفجرة ومؤذية للبلاد ولدول الجوار وسيعلمون ان عدم استثنائهم لليمنيين ولو لفترة مؤقته هو قرار غير حكيم .. لأن وجودهم في المملكة تحت سلطة الدولة السعودية افضل مليون مرة من رحيلهم الى بلاد جاره تعيش اجواء حرب وغلاء معيشة ومع وجود تنظيمات متطرفة وخصم يتمنى عودة هؤلاء ليضمهم لجيشه مقاتلين ويعوض بهم خسائرة الكبيرة في الرجال .

إن هؤلاء بمثابة برميل مليء بالبارود سيفجر ويحترق ويحرق ما حوله اذا لم تتخذ اجراءات لمنعه من الانفجار .. المثل يقول .. ان الجوع كافر .. والجائع لايرحم ..

وفي الختام / إن مسئولية استيعاب كل الشباب العائدين واجب على التحالف والشرعية ان ارادت للبلاد ان تهدأ وللحرب ان تتوقف وللأمن ان يستتب وللجيران الهدوء والأمان.

والسلام