مقالات وكتابات


السبت - 28 يوليه 2018 - الساعة 04:52 م

كُتب بواسطة : الخضر البرهمي - ارشيف الكاتب


أتاح التقدم الإلكتروني الذي شهدناه في أيامنا هذه مجالا واسع للحديث من الشهرة والذيوع واصبح حديث الساعة ونغمة على كل لسان في جميع مستويات الحياة الانسانية ، وهي غير مجدية اصلا لتنشئة جيل مدرك بما حوله من معارف وثقافات شتى ، وبات يطرق كل باب بشدة وبخوف شديد ! هل يمكن أن يؤدي الكتاب الإلكتروني إلى إعلان نهاية حتمية لعصر الكتاب الورقي ؟ وهل ستختفي صناعة الكتاب الورقي في ظل خضم هذه الثورة الإلكترونية التي لاتسمن ولاتغني من جوع ! ام إنه غزو فكري لطمس كل معتقداتنا وعاداتنا وثقافاتنا التي هي اساسا مصدرها الكتاب الورقي !!

كان في مامضى اعتماد الجمهور من الناس على ( الحكي) الشفوي بطبيعة الحال وهو الوسيلة الأولى لنشر المعرفة ونقل الأفكار والمعلومات والتواصل بين عامة الناس في المجتمعات الأولى قبل اختراع الإنسان الكتابة وظلت الشفاهية تؤدي وظيفتها عبر التاريخ الإنساني بكل مراحله وكل ماحمله من إنجازات حتى الآن ، حيث أن اختراع الأبجدية ثم ابتكار الكتابة قد يسر للإنسان مهمة تداول المعرفة وبات ممكنا تسجيل الأفكار والمعلومات والإنجاز الفكري للبشر لكي يصل إلى الأجيال المتعاقبة جيل بعد جيل !
وعلى الرغم من اهمية الكتابة وما أحدثته من طفرات في تاريخ الإنسانية فإن البشرية لم تستطع الاستغناء عن وسيلة النشر الأولى وهي الشفاهية ، وظلت الشفاهية والكتابية وسيلتين متلازمتين في خدمة الانسانية حتى الآن !!

ومع اختراع الطباعة في القرن الخامس عشر وانتشارها على نطاق واسع في جميع انحاء العالم المتقدم تقدمت الوسيلة الكتابية على الوسيلة الشفاهية بمسافات هائلة وكبيرة جدا ولكن لم تستطع القضاء عليها ، وها نحن حيال هذا التقدم الإلكتروني الذي اصبح لغة العصر عند عامة البشرية بمختلف اصنافها واصبح ضرورة ملحة وصديق حميم يلازم المرء كملازمة الظل للعود !!

ولايعلم ذاك المسكين انا_ وانت _ وهو _ بأن الهجوم الإلكتروني بهذه الطريقة المتسارعة هو الوباء المميت والسم القاتل و الفناء الاكيد لكل الثقافات والقيم العلمية التي تجدها بشتى انواعها مع الكتاب الورقي وما ادراك ماهو الكتاب الورقي هو من اوجد كل هذه التطورات الإلكترونية ولابديل له مهما تطاول الانسان في اكتشافاته واختراعاته فالناقة ناقة ولو هدرت !!

ولايمكن يحصل هناك قبول وقناعة روحية للقارئ الكريم إلا اذا تفضل بالقراءة والهرولة بين سطور هذا الموضوع وادرك تماما خطورة وبلادة الكتاب لإلكتروني المشوه وهجومه الوحشي القاصر في محتواه فهو شكلا بلا مضمون وكيانا بلا قواعد نعم لم يدرك القارئ هذا كله إلا اذا كان له نصيب من البحث العلمي هنا وبكل صراحة ووضوح سوف يجده لعبة وتسلية هدفها وغايتها تجهيل وتشرذم الاجيال ليس إلا .. اذن لصالح من ومن المستفيد هيا قلي من !!؟