مقالات وكتابات


الجمعة - 27 يوليه 2018 - الساعة 08:29 م

كُتب بواسطة : عبدالله سعيد القروة - ارشيف الكاتب


__ *لا يشعر بالجوع الا الجياع ولا يشعر بحر النار الا من مس حرها او وطأها برجله* __
__ *ومن يعيش في برجه العاجي وينظر الى الناس من فوق لا يستطيع تلمس معاناتهم* __

هل يعلمون أن انهيار اقتصاد البلاد يعني انهيار الدولة.. وسقوط العملة اليمنية هو سقوط لاخلاق سلطتها الشرعية وحكومتها وكل دوائرها وسقوط لدور التحالف في ازمة وحرب اليمن ؟
وهل يدرون أن موقف المتفرج الذي تقفه (الشرعية) والتحالف من هذا التدهور يدل على فشلهم في ادارة المعركة وادارة اقتصاد المناطق المحررة في اليمن على الأقل ؟.

إن سياسة التعويم التي اتخذتها سلطة (الشرعية) هي سبب تهاوي سعر صرف الريال واستمرار تدهوره ولن يتوقف عند حد طالما وعدم المبالاة هو شعار الحكومة .. والحلول الترقيعية التي تحاول اتخاذها لايمكن ان تحل المشكلة مهما كانت ولابد من عمل جذري يتم بموجبه تغيير العملة واستبدالها .

المواطن لم يعد يستطيع شراء ضرورياته اليومية التي يتغير سعرها كل ساعة !! حتى ان سعر السلع مختلف من محل الى محل ومن تاجر الى تاجر تبعا لسعر الصرف .

إن هذا الوضع المزري والحالة البائسة تتحملها السلطة بدرجة اساسية والتحالف بصفته المسئول عن البلد لتدخله فيها عسكريا . وهي مسئولية اخلاقية وقانونية ملزم بها التحالف في ظل عدم قدرة سلطة البلد السيطرة الكاملة على موارد البلد وادارتها بموجب القانون الدولي .

عند بداية الحرب في مارس 2015م كان سعر صرف الدولار يساوي 206 ريال يمني تقريبا واصبح اليوم يقارب 520 ريال للدولار الواحد !!؟؟
هذا الانهيار الكبير اسبابة متعددة ومسئوليته محددة .. فلا احد يحاول التبرير والتنصل من واجبه
سلطة (الشرعية) والتحالف هما المسئولان الوحيدان عن هذا التدهور وهما المسئولان ايضا عن معاناة المواطن في المناطق المحررة .. اما المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات فقد يكون الامر فيها مختلف او يكون لديهم العذر .

إن عدم مبالاة السلطة والتحالف بهذا التدهور وعدم ايقافه و اتخاذ الحلول الجذرية لوقفه .. وتعزيز القيمة السوقية لصرف الريال ومعادلته مقابل رواتب الموظفين يعد اخلالا بمسئوليتهم و مساهمة في معاناة المواطن وقتله جوعا .

هناك ايضا شريحة من المواطنين ليس لها راتب ولا عندها وظيفة وتعتمد على جهدها الذاتي في تربية المواشي والنحل والزراعة لن تستطيع تحمل هذا الانهيار اليومي لسعر الريال وزيادة الاسعار القاتله نتيجة جشع التجار .

ونعتقد ان الحل يكمن في تغيير العملة الحالية بعملة جديدة إن كان باستطاعة الحكومة والتحالف ذلك ..
وإن لم يستطيعوا عليهم والغاء قرار التعويم واعادة سيطرة الدولة على سعر الصرف للريال وتحمل الفارق السعري وسيكون هذا هو الحل الامثل في هذه الظروف .
اما ترك الحبل على الغارب لايمكن ان يستمر ولن يستطيع الشعب تحمل المزيد .

المواطن يتسائل/ ماهو دور حكومة (الشرعية) في رفع معاناة المواطن إذا لم تحافظ على سعر الغذاء والدواء باسعار معقولة عن طريق السيطرة على سعر صرف العملة ؟

وماهو واجب التحالف العربي تجاه تدهور عملة البلاد وارتفاع الاسعار الخيالي وماهي مسئوليتها الاخلاقية بعد تدخلها عسكريا وادارة الحرب في اليمن ؟

سمعنا قبل اشهر عن 2مليار دولار وديعة سعودية لدعم سعر الريال والحد من تدهور الصرف امام الدولار .. ولكنا لم نلمس اي تحسن او استقرار للريال بل على العكس استمر الانهيار متسارعا الى الهاوية.
ترى ماهو السبب في ذلك ؟
أيها الحكام القابعون في القصور /
عليكم الآ تستخفوا بصبر الشعب لاننا نعلم علم اليقين انكم لا تشعرون بمعاناته ولا جوعه فأنتم وعوائلكم تنعمون بحياة الرفاهية رواتبكم بالدولار لن يؤثر عليكم تدهور الريال اليمني لانكم اصلا لا تتعاملون به .
لكن قد تهب عليكم رياح عاتية من الجوعاء تقتلع عروشكم وتهدم قصوركم وتنشر الفوضى لأن الجوع لا يرحالفوضى ؟

فهل سمعتم أم على قلوبكم اقفالها ؟

سلام على اتبع الهدى
واستمع لصرخات الجائعين.