الثلاثاء - 02 يونيو 2020 - الساعة 09:17 ص
قال احد زعماء العرب وملوكها الحاكمين أن حرب الخليج كشفت عن وجوه العملاء من الزعماء العرب لأمريكا , وثمة استدراك لمقولة هذا الزعيم العربي وان جاءت في أواخر أيامه لتوحي بالمثالية التي كان يتحلى بها قادة الدول العربية الحديثة آنذاك , وشعورهم بالحياء والخجل من انكشاف دورهم المخزي في الحياة وفي التاريخ .
هذا الكلام الصادر من واحد من أشهر القادة والسياسيين والملوك العرب يمثل برأة ذمة من تاريخ عمالته للغرب ولأمريكا على وجه الخصوص , وينم عن قوة شخصية هذا الزعيم ورفضه التخلي عن شجاعته التي عرف بها في حياته و حتى الرمق الأخير منها ., وكانت مقولته الشهيرة بمثابة الوصية الخالدة للأمة العربية ولحكامها .
رحم الله الملك الزعيم الوصي على ثالث الحرمين الشريفين وأكرم نزله على ما أصابنا من غبن التابعين لهم والوارثين الحكم والرئاسة والقيادة في الدول العربية من بعدهم .
وبماذا يمكن أن توصف حقب حكمهم لهذه الأمة التي عرفت طريق الضياع على أياديهم ولا تعرف كيف الخروج منها .
ومن المعروف بان الدول العربية الحديثة أقيمت على فرضية المتناقضات الحادة فيما بينها وزرعت فجوة خلافاتها بالعبؤات الناسفة والمؤقتة لتسهيل مهمة تدميرها وهذا ما نعيشه اليوم في مختلف الأقطار دونما استثناء , ولم تكن حرب الخليج الأول والثانية ألا بوابة لوقوع المنطقة تحت قبضة وسيطرة أمريكا بصورة مباشرة واستمرارها في منهجية السير لتنفيذ إستراتيجية تفكيك الدولة المركزية العربية وتحويلها إلى أطراف تابعة للجسد الأمريكي ومكملة لعملية هيمنتها على العالم ., بعدما تخلت أمريكا عن هبات سلطاتها الديمقراطية الشكلية للعرب الذين تقبلوها بشغف كبير وعملوا على إرساء تجارب ايجابية وراسخة لها في بعض البلدان وكانوا دعاة ومفكرين ومبشرين بالنظام الدولي الجديد الذي يمثل أخر مطاف لنظام الحكم في حياة البشرية بحسب مقولة مؤسسه فوكو ياما ., حتى أذا مافرح العرب بما أوتوا من بشارات أمريكا الإنسانية ضاقت الأرض عليهم بما رحبت وعادوا إلى سيرة جاهليتهم الأولى وعملوا على تأصيل استعدادهم للضياع وخراب ديارهم وتدميرها بأنفسهم , وتظل أمريكا حارسة شريعة الله على الأرض والموكلة بحمايتها في العالم , بوصف مفكرها المعاصر لافام .