مقالات وكتابات


الخميس - 28 مايو 2020 - الساعة 02:51 م

كُتب بواسطة : صالح الحنشي - ارشيف الكاتب




كان مقر عملي في جبل خنفر الواقع في مدينة جعار. الجبل الذي يقع فيه القصر الرئاسي ومبنى الاذاعه. وهما اهم مؤسستين في مدينه جعار.. وكان سكان جعار قد لاحظوا منذ بدايات يناير 2011. توافد غرباء الى المدينه. والسكن فيها. وبدات تتزايد اعدادهم بشكل ملحوظ في فبراير.. ويتضح انهم من الجماعات الدينيه..
ادركنا حينها ان هناك مخطط لاسقاط المدينه.
فقد كان ذلك واضح. من تكدس تلك الجماعات من الغرباء.. حاولنا التواصل بقيادات المحافظه
لابلاغهم بهذه المخاطر.. وان المدينه قد تسقط في اي لحظه.. كانت صنعاء قد انشغلت بما كان يدور في ساحات الثوره. وانقطع تواصلها بالمحافظات.. رغم كل التحذيرات التي قدمناها للقائمين على المحافظه .لكن لم نشعر ان هناك من اهتم لكل مايتم طرحه..
حاولت الاتصال بوزارة الاعلام بمؤسسه الاذاعه والتلفزيون.. لم يردوا حتى على الاتصالات..
في يوم 23 مارس 2011 . اسقط التنظيم مدينة جعار. وسيطر على جبل خنفر .ومبنى الرئاسه والاذاعه..
بعد ساعات من اسقاط المدينه. اتصل بي موظف من مؤسسه الاداعه والتلفزيون بصنعاء. واستغربت لهذا. الاتصال.. كنت بدات اشكره على الاتصال للاطمئنان على موظفي الاذاعه.
فقاطعني. هل فعلا سيطر التنظيم على الاذاعه
قلت له نعم..
وبكل بجاحه اكمل حديثه قائلا.. نحن نشتي نتاكد ان التنظيم سيطر على الاذاعه وتوقف العمل فيها .ع شان نوقف مخصصات الاذاعه..
في شهر مايو بدا تنظيم القاعده يعد العده لاسقاط العاصمه زنجبار.. كان يومها مدير امن زنجبار احد الاقارب.. قبل سقوط زنجبار. في المساء اتصل بي. يخبرني ان جماعه القاعده. متواجدين في عده اماكن حول زنجبار .ونزلوا منشور . يحذرون المواطنين. بمايعني انهم قد قرروا اسقاط المدينه غدا.. فقلت له هل اتصلت
بقياده الامن. وبقيادة اللواء.
قال نعم وطلبت من اللواء يسندنا لحمايه المدينه. ولكن كان رد قياده اللواء مخيبا . بانه لايستطيع التحرك من المعسكر..
في الصباح هاجم التنظيم المدينه واسقطها في لحظات..
بعد مايقرب من شهرين من سقوط زنجبار انتقلت الى عدن.. وهاجمت قياده المحافظه وقيادة اللواء واتهمتهم بالتواطؤ. وتسهيل مهمه القاعده في اسقاط زنجبار وجعار..
ليدعي بعدها محافظ ابين الفقيد صالح الزوعري رحمه الله واسكنه الجنه. وبحضور الصوملي قائد اللواء للقاء بالقيادات التنفيذيه في المحافظه .كان اللقاء في نادي الضباط يجزيرة العمال بعدن..
كان لقاء تحدث فيه المحافظ وقائد اللواء .عن ماعندهم . ليكشفوا الحقيقه.. قال المحافظ.
مر على سقوط جعار وزنجبار عدة اشهر . والى اللحظه لم يتصل بي احد من صنعاء حتى يسال كيف سقطت المحافظه.. انا اريدهم يستدعوني ويحاكمون ومستعد للمحاكمه.. لكن اتضح ان الامر لايهمهم..والا ماقابلوه بكل هدا التجاهل..
فوجهه سؤالي للصوملي قائد اللواء . لماذا لم تتحرك لحماية زنجبار وانت كنت تعرف ان التنظيم كان قد قرر اسقاطها..
كان رده مفاجاء..قال ابلغت اللجنه الامنيه العلياء في صنعاء بماكان يدور.. فكان ردهم ان هذه المشكله مشكلة امنيه ولادخل لك بها.. ومنع تحرك حتى طقم من اللواء الا باوامر من اللجنه الامنيه العلياء..