مقالات وكتابات


الإثنين - 04 مايو 2020 - الساعة 06:01 ص

كُتب بواسطة : علي هيثم الميسري - ارشيف الكاتب


يبدو أن دويلة الإمارات طفح كيلها من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بعدم تنازله لها بشبر واحد من جزيرة سقطرى فبدأت اللعب على المكشوف ، وما نراه اليوم من مواجهات بين مرتزقتها وأذنابها ضد أبطال سقطرى الميامين لهو خير دليل على ذلك ، وحتى نكون أكثر واقعية في تصنيف حيثيات القضية وأطماع دويلة بني صهيون في جزيرة سقطرى اليمنية علينا أن لا نلوم قيادات هذه الدويلة لا سيما أنها لم تستطِع حماية جزرها الثلاث من الدولة الفارسية التي إحتلتها بغمضة عين وإنتباهتها ، فما وجدت بُدَّاً إلا أن تصب جام غضبها علينا نحن اليمنيين بمحاولتها لإحتلال جزيرة سقطرى لتكون بديلة عن طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى وكما قيل "لم تقدر على الحمار إتشطرت على البردعة" .

الأمر الآخر علينا أن نلوم المرتزقة الرخصاء من بنو جلدتنا الذين أعانوها على محاولتها لإحتلال جزيرة سقطرى ، فهؤلاء المرتزقة بمساعدتهم لها لا فرق بينهم وبين من يمارس الدياثة فالأرض والعرض من مات دونهما فهو شهيد ، كما قال الصادق الأمين رسولنا الكريم : من مات دون ماله أو عرضه فهو شهيد ، وأبناء سقطرى بطبيعتهم سلميين ولم يظهر عليهم يوماً بأنهم مرتزقة ، وعلى مر الأزمان السابقة لم تشهد الجزيرة أي مواجهات مسلحة وكما قال حارسها المحروس رمزي محروس بأن المرتزقة قَدِموا من أبين ويافع والضالع ، وكأنه يريد إرسال رسالة لمن ليس به صمم أن سقطرى تخلوا من المرتزقة الرخصاء ، وأبنائها مسالمين بطبيعتهم ولكن من يتعدى على أرضهم يتحولون إلى وحوش كاسرة ، أما هؤلاء المرتزقة لا يمثلوا إلا أنفسهم ومناطقهم براء من أفعالهم المخزية .

دويلة الإمارات إستطاعت تحويل معركتنا الأم مع مليشيا الحوثي وأختها من الرضاعة مليشيا إلإنتقالي إلى معارك جانبية حيناً في عدن وحيناً في شبوة وأبين وحيناً آخر في جزيرة سقطرى ، والسبب يعود أولاً للرخصاء مليشيا الإنتقالي والسبب الآخر هو الصمت المطبق الذي لمسناه في الكثير من المسؤولين في الحكومة اليمنية أكانوا وزراء أو غيرهم تجاه تجاوزات دويلة الإمارات ، وهؤلاء المسؤولين نستطيع القول أن البلادة تمكنت منهم أو أنهم أكلوا لحم الخنزير الذي ينزع الغيرة في نفس كل من أكله ، فوالله الذي لا إله غيره إن تحركت بهم الغيرة على وطنهم وخرج كل مسؤول وصاح بأعلى صوته في وجه صهاينة العرب لما تجرأ أولئك الصهاينة على تجاوزاتهم وإنتهاكاتهم ولما فكروا لمجرد التفكير على إحتلال شبر واحد في أي جزيرة يمنية ، فرحمة الله على بطن حملت الدكتور أحمد عبيد بن دغر الذي وقف بأنفة وشراسة ضد قوات الإحتلال من مرتزقة الإنتقالي ورقص وإبترع بإنتصاره عليهم في المعركة المشهودة وصاح بأعلى صوته : بالروح بالدم نفديك يا يمن ، ولا عزاء لكل مسؤول منبطح أكل لحم الخنزير وإلتزم الصمت ولم تحركه مشاعره تجاه ما يحصل لبلده ، فهؤلاء أكاد أجزم أن رواتبهم يأكلونها سحت في بطونهم وبطون أسرهم .

الغريب في الأمر أن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي حينما تربع عرش السلطة في اليمن وضع أولويات مسؤولياته هي جزيرة سقطرى حينما حولها إلى محافظة يمنية ، وكأنه قارئ للمستقبل أو كأن لديه معلومات مسبقة بأطماع الإمارات في هذه الجزيرة ، ولو أن فخامته ضَعُفَ وإستكان وخضع وخنع أمام ضغوط أبالسة دويلة الإمارات ومنحهم فقط عقد إيجار لجزيرة سقطرى لتحول في نظرهم إلى بطل همام ومنحوه لقب فارس الجزيرة العربية ، أضف إلى ذلك لجندوا له جيش بترسانته العسكرية لحراسته ولما كنا سمعنا عن وجود مجلس إنتقالي بمليشياته ، ولكانوا جاءوا بطارق عفاش وأحمد علي إبن الهالك وكل العفافيش مكبلين بأصفاد وأغلال ورموهم تحت قدميه ليلعقوهما واحداً تلو الآخر ، ولكنه أبى إلا أن يكون هرماً شامخاً أمام هؤلاء الأبالسة وقال بأنفة : لن أخون شعبي الذي إئتمنني على كل شبر من أرض اليمن .

علي هيثم الميسري