مقالات وكتابات


الخميس - 26 مارس 2020 - الساعة 12:35 ص

كُتب بواسطة : وليد ناصر الماس - ارشيف الكاتب


في بادرة جديدة وتطور خطير من نوعه، في إطار سلسلة الجرائم والانتهاكات التي دأبت جماعة الحوثيين على ممارستها واقترافها، ضمن مسلسلها العدائي على شعبها ومعارضيها، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة الواقعة تحت نفوذ السلطات الحوثية في العاصمة المغتصبة صنعاء، حكما بالإعدام بحق عدد من القيادات المعارضة لانقلابها واستيلائها على السلطة بقوة السلاح، ومن ضمن المحكوم عليهم، قيادات عسكرية أبرزهم اللواء أحمد التركي محافظ محافظة لحج قائد اللواء 17مشاة، ذلك القائد المغوار الذي لم تتمكن تلك الجماعة الانقلابية من استمالته إلى صفها، من خلال محاولات عديدة بذلتها كما فعلت مع بعض القيادات الأخرى التي اندفعت نحو تقديم فروض الطاعة والولاء للجماعة المارقة.

لقد أدركت الجماعة الحوثية عن كثب حقيقة اللواء أحمد التركي الصلبة، ذلك القامة السامقة، وصاحب الشخصية القوية والمثيرة، رجل المواقف الحالكة والصعبة، رجل يعشق الوطنية ويقدس مبادئها، لا تثنيه العقبات والصدمات، ولا يتململ بفعل التقلبات والمنعطفات، كيف لا وهو سليل القبيلة الصبيحية، تلك القبيلة العنيدة، التي لم تذق طعم الانكسار قط، ولن تقبل بالضيم يوما واحدا.

فلقد عجزت الجماعة تماما إزاء اللواء التركي لثنيه عن مواقفه الثابتة أو تحييد أدواره المناهضة لمشروعها على الأقل، فساءها ذلك كله، حتى قادها حقدها ومكرها للرجل، للتفكير الجدي في وسيلة مناسبة للتخلص منه، ولو كان الأمر ينطوي في حقيقته على حيلة غادرة، وهو ما حدث بالفعل، في مطلع العام الماضي 2019م، عندما هاجمت مليشياتها منصة الحفل العسكري الذي أُقيم في قاعدة العند الجوية، من خلال طائرة مسيرة، مستهدفة بذلك جمع من الحضور على رأسهم اللواء أحمد التركي، الذي نجا بحفظ الله ورعايته من الموت المحقق، ليصاب بجروح بليغة.

وهاهيا الجماعة الحوثية تعاود الكرّة مرة أخرى، لتظهر مدى حقدها الدفين وبغضها الشديد للقيادات الوطنية الشريفة، وتصدر حكمها الجائر بحق القائد اللواء أحمد التركي، ذلك القائد الذي أذاقها وأدواتها ألوان من الذل والهوان، وأصبح على رأس قيادة محافظة لحج الاستراتيجية.

تدرك الجماعة الحوثية جيدا بعدم قدرتها على اجتياح محافظة لحج مجددا، أو احتواء خطرها على مشروعها، وما حكمها اليوم على أكبر رأس في هذه المحافظة إلا لتعويض عقدة النقص والضعف الحادة التي تشعر بها أمام هذه المحافظة الصامدة، والتي تحولت إلى خزان بشري ومدد حربي في مواجهة المشروع الحوثي في أكثر من مكان وزمان.

ختاما أحكام المحاكم الحوثية المتتالية بالإعدامات، تعكس حالة من التخبط والارتباك الواضح التي تعيشها الجماعة على أكثر من مستوى ومجال، وتنبؤ بحجم التصدع الذي باتت تعانيه.
أحكام سخيفة ومضحكة وتثير مستوى من السخرية لسلوك الجماعة المهترى وغير السوي.

والله على ما نقول شهيد.