مقالات وكتابات


الخميس - 27 فبراير 2020 - الساعة 09:27 م

كُتب بواسطة : محمد مرشد عقابي - ارشيف الكاتب


يواجه السيناتور الديمقراطي "بيرني ساندرز" هجمات شرسة هذه الأيام من قبل منافسيه في الحزبين الديمقراطي والجمهوري الطامحين في خوض غمار المنافسة والفوز بالإنتخابات الرئاسية الأمريكية ومن دولة الإحتلال الإسرائيلي والمسؤولين الكبار والصغار فيها أيضاً لأنه يتقدم السباق حتى الآن ولا يتردد مطلقاً في اتهام هذه الدولة المارقة بالعنصرية مطالباً بحفظ كرامة الفلسطينيين وإعطائهم دولة مستقلة ويتعهد بإعادة السفارة الأمريكية إلى تل أبيب في حال فوزه والأهم من ذلك أن آخر استطلاعات الرأي تؤكد تقدمه على الرئيس الحالي "دونالد ترامب".

"ساندرز" الذي يتقدم على جميع منافسيه الديمقراطيين حتى الآن بمن فيهم "مايكل بلومبيرغ" الملياردير اليهودي ورئيس بلدية نيويورك السابق الذي أنفق حوالي نصف مليار دولار حتى الآن في حملته الانتخابية تعهد بمقاطعة مؤتمر اللوبي الإسرائيلي السنوي الذي سيعقد الأسبوع المقبل لأنه تحول إلى منصة للعنصريين الذين يعارضون الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، ومعظم الأقليات العرقية وأبناء الطبقات الفقيرة المسحوقة من الأمريكيين من أُصول إفريقية أو أمريكية لاتينية يلتفون حول السيناتور "ساندرز" وأفكاره اليسارية الاشتراكية التي تطالب بالمساواة والعدالة وتوفير الخدمات الطبية والتعليمية والضمان الصحي والاجتماعي لهم وهي الأقليات التي همشها الرئيس الحالي "دونالد ترامب" بإنحيازه إلى الأمريكيين البيض من منطلقات عنصرية بحتة.

وهناك حملات تركز هذه الأيام على السيناتور "ساندرز" تشير الى انه يحظى بدعم وتأييد من قبل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بسبب برنامجه الانتخابي اليساري في حين يدعم "باراك أوباما" الرئيس السابق منافسه الآخر "جو بادين" ويطالب الديمقراطيين والناخبين من أُصول إفريقية بدعمه الأمر الذي قد يحدث انقساماً في أصوات هؤلاء لا يصب في مصلحة خصوم السيناتور "ساندرز" والديمقراطيين فقط وإنما ايضاً الرئيس الحالي "دونالد ترامب".

ويرى العديد من المراقبين للمشهد السياسي الأمريكي انه من السابق لأوانه إعطاء آراء جازمة حول احتمالات فوز السيناتور "ساندرز" من عدمها فالجميع على بعد حوالي ثمانية أشهر من ذهاب الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع ولكن ما يمكن قوله حتى الآن أن هذا الرجل الذي لا يملك المليارات مثل الرئيس "ترامب" أو منافسه الأبرز "مايك بلومبيرغ" الذي ايضاً الى جانب ثروته الهائلة يمتلك قدرات خطابية ولباقة كبيرة فهو رغم ذلك يملك فرصة معقولة للفوز وحتى لو لم يفز فسيسجل له التاريخ بأنه تصدى للوبي الصهيوني ودولة الاحتلال الإسرائيلي وفضح ركائزهم العنصرية وتبنى حل الدولتين وعارض بقوة "صفقة القرن" فهذا السيناتور اكتسب قدراً هائلاً من الشجاعة وعلق الجرس وتحدى أكبر لوبي يتحكم في الإدارات الأمريكية ويرسم سياساتها الداخلية والخارجية ويؤيد جرائم الصهاينة ومجازرهم ضد شعب فلسطين الأعزل في وقت لا يجرؤ إلا القلة على تبنى مثل هذه المواقف النادرة والشجاعة.

كما يرى بعض من المحللين السياسيين بان فوز "ترامب" المتهور العنصري لولاية ثانية ربما يخدم القضايا العربية والإسلامية من منظور معين وهذا الموقف ينطوي على وجهة نظر قد تصيب او تخيب ولكن هذا لا يعني تجاهل وجهات نظر أُخرى مقابلة تتبنى السياسات التي تتصدى للعنصرية الأمريكية ومن الداخل الأمريكي وكسر هيمنة اللوبي الصهيوني على دائرة صنع القرار في الإدارات الأمريكية المتعاقبة.