مقالات وكتابات


الأربعاء - 26 فبراير 2020 - الساعة 12:19 ص

كُتب بواسطة : محمد صائل مقط - ارشيف الكاتب



كلما ألمت بي الشجون ..وهاجتني الاشواق ..استقرضت من أم الحسين مبلغ زهيد ..لأشد الرحال على طريق عدن.. ومن فندق العامرية ..بكريتر ..ومن الركن الاثير على قلبي ..استعيد بعض الذكريات التي ولت وشاخت من عمري ..
فكلما وقفت امام حاره أو دور سينما ..تذكرت وسألت بكل لهفه ..مالذي فعل الزمان بصدقات واحباء عمري ..؟
ولكن آن لي في ذلك مع هذه الأيام ..الطقومات تعرعر ..والرصاص ينهمر كزخات المطر… وعد البشر عد النجوم عد حبات المطر…
وحتى فيروس كورونا قالوا يبترع على حافة مستشفى الصداقه ..
وكل هذا ببركة الانتقالي ..لاتركوا الحكومة تحكم ..ولاسمحوا لرئيس الدنبوع يعود ..لاخارجونا ومزوا اعمارهم وتبنوا دولة جنوبية ...
ولاخلونا نجرب الاقاليم ..كل نفوذهم وقوتهم على البسطاء والضعفاء ..
وذكروني بحمار عمي محسن بن ثابت اليافعي ..
آه نسيت موضوعي فهذا ليس مقامي ولامقالي…
في منتصف السبعينات ..ومع اوج الزخم الثوري من حكم الرفاق ..
كان مع عمي محسن بن ثابت اليافعي حمار ..وكانوا اغلب الناس يسكنون النقيل اعالي الجبال ..وكان العم محسن يطلب الله على حماره… من خلال نقل المواد الغذائية للمواطنين ونحو ذلك ..
فقرر الرفاق بعد اجتماع المكتب السياسي واللجنة المركزية ..شق طريق في لكمة ونقيل بني ثابت ..فأتوا بالبلدوزرات والدركترات ..وشقوا الطريق وصرفوا من اتجاهات السيول التي كانوا ينتفعون بها المواطنين لسقي محاصيلهم كالذرة والبر والبن واشجار القات ..
ومن جراءة تضرر اغلب المواطنين ..وحين افتتاح الطريق زارهم احد اعضاء المكتب السياسي ...وحاضرهم وافتتح الكلمة بسم الثورة وبسم الشعب ..
وقال اليوم بفضل حكومة الثورة والجمهورية الفتية ..قضينا على الاقطاع والبرجوازية العميلة… للامبرياليه والكمبرادور طبعا وعمي محسن مع حمارة يستمع للمحاضرة ومبتس فاتح خشمه بجانب حمارة
فضاق ذرعا من تللك المحاضرة وقاطع الرجل وقال يارفيق وش بتقول انا عبدوك انعني… وايش من اقطاع قضيتوا عليهم…
رع حرام في مسعده بنت مسعد ماقضيتوا ولاقنيتوا إلا حمار عمكم مسعد… وقنيتوا الكادحين عاشي بتعقل… انتهى كلام العم محسن فسلام الله على زمان الرفاق وقل للزمان ارجع… ..
بقلم محمد صائل مقط ..