مقالات وكتابات


الجمعة - 13 يوليه 2018 - الساعة 08:06 م

كُتب بواسطة : عبدالله سعيد القروة - ارشيف الكاتب


الشرعية "Legitimare" كلمة مشتقة من الشرع وكل سلطة تحوز على رضاء اغلبية شعبية هي سلطة شرعية كونها حازت على الصفة القانونية المطلوبة لتمثيل الشعب او الحزب .

والشرعية في اليمن تتنازعها كل الاطراف !! كل طرف يدعيها ومعناها ومفهومها سهل وباستطاعة اي شخص ان يعرف من هو الشرعي ومن هو غير الشرعي ؟

وهنا سوف نحدد بعض الاطراف التي تدعيها :

🔵 شرعية الرئيس عبدربه منصور وحكومته :
استمد الرئيس عبدربه منصور هذه الشرعية من انتخابات21/2/ 2012 التي جرت تنفيذا للمبادرة الخليحية بعد اجماع توافقي عليها من قبل كل الاحزاب اليمنية وقيام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بتسليم السلطة الى نائبه عبدربه منصور .
هذه الشرعية معترف بها العالم رغم مقاطعتها من قبل الجنوبيين في حينها الا ان ذلك لم يحل دون حيازتها على شرعية تمثيل الجمهورية اليمنية .
في مارس 2015م حدث انقلاب حوثي على شرعية الرئيس عبدربه منصور وارغم على تقديم استقالته ولكن لم يقرها البرلمان وعند هروبه من صنعاء الى عدن اعلن سحب استقالته وعاد رئيسا لليمن .
الواقع ان شرعية الرئيس هادي ثابته وصحيحة باعتراف المجتمع الدولي بها وكل الاطراف اليمنية باستثناء الحوثي وبقايا نظام عفاش .

🔵 الحوثي وحلفائه :
عندما سيطرت مليشيات الحوثي وعفاش على صنعاء واعتقل الرئيس ورئيس الوزراء اصبحوا حكام امر واقع بدل الشرعية .. اي انهم حلوا محل السلطة الشرعية وشكلوا مجلس سياسي ولجان ثورية لكن انقلابهم هذا لم يجد من يعترف به او يسانده غير ايران المنبوذة عالميا وبعض الاحزاب المذهبية المشابهة لهم .
لذا هؤلاء ليس لهم اي صفة شرعية لانهم انقلبوا على السلطة واغتصبوها بالقوة فهم مجرد مليشيات انقلابية استولت على السلطة بالقوة
وهؤلاء لا يعترفون بشرعية الرئيس هادي ويدعون انهم هم الشرعية الحقيقية !.

🔵 المجلس الانتقالي الجنوبي :
شكل هذا المجلس في بداية عام 2017 من تيارات الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال .. كحامل سياسي للقضية الجنوبية ولكنه ورغم الإلتفاف الجماهيري الواسع حوله في الجنوب عند اعلانه لم يستطع استقطاب جميع الكيانات الجنوبية وظلت معارضة له مطالبة بتوسيع التمثيل وكذلك بإدعاء التهميش والاقصاء .. ايضا هناك منتسبي الاحزاب اليمنية الكبرى مثل المؤتمر الشعبي والتجمع اليمني للاصلاح والاشتراكي هؤلاء شريحة كبيرة من الجنوبيين لم ينضموا الى المجلس الانتقالي وظلوا متمسكين بعضوية احزابهم وهم جنوبييون ايضا ..
ومع كل هذا فالمجلس الانتقالي يدعي شرعية تمثيل الجنوب بحجة الإلتفاف الشعبي الضخم حوله .


🔵 هناك ايضا قادة يحاربون المليشيات الحوثية ولا يعترفون بشرعية هادي او شرعية اي تشكيل سياسي اخر .. مثل طارق عفاش قائد مايسمى حراس الجمهورية . ومن غير المستبعد ان يدعي انه هو الشرعية ولا شرعية غيره اذا انتصر في المعركة !! والغريب في الامر انه يحضى بدعم التحالف وتأييده وكأنه جزء من الشرعية وهو غير معترف بها ولا يخضع لتوجيهاتها !! .
وهنا يبرز سؤال مهم جدا : كيف سيكون الوضع بعد هزيمة الحوثي (ان حصلت) او في ظل تسوية سياسية بين شرعية هادي وهذه الكيانات وطارق عفاش ؟ وكيف ستكون العلاقة بينها ؟

🔵 اعضاء حزب المؤتمر الشعبي الموجودين في الخارج الفارين من صنعاء والمعارضين لهادي :
هؤلاء ايضا يدعون بشرعية حزبهم الذي ظل حاكما حتى في ظل قيادة هادي واندلاع الحرب .
هم كانوا جزء من الانقلاب وفقدوا شرعيتهم عندما تحالفوا مع المليشيات الحوثية ضد الدولة اليمنية وعملوا على اسقاطها .

🔹 والواقع فإن الشرعية الحقيقية مفقودة في اليمن منذ زمن بعيد او انها لم تدخله مطلقا ولم تعرف طريقه !! كل الانظمة المتعاقبة على اليمن والجنوب لم تكن شرعية بالمعنى الحقيقي . في اليمن كان حكم الأئمة السابق مبني على اساس مذهبي بعيدا عن التمثيل الشعبي وإرادة الشعب .. وجاء بعده حكم التقاسم بين الجمهوريين والملكيين بانقلاب على الامام واغتياله!! تلاه ايضا انقلابات الجمهوريين على بعضهم حتى وصل الحكم الى علي عبدالله صالح عام 78م .
في الجنوب ايضا بعد رحيل بريطانيا عن عدن استولت الجبهة القومية على السلطة بقوة السلاح بعد حرب اهلية في عدن واستمرت الانقلابات والتصفيات بين الرفاق حتى تم الهروب الكبير الى باب اليمن وتسليم الجمل بما حمل لنظام عفاش رغبة في السلامة من السقوط الكبير بعد تفكك المعسكر الاشتراكي وانهيار كل انظمته.. ويعرف هذا كل من عاصر تلك الحقبة واطلع على وثائق الكنفرنس الحزبي الذي عقد في عدن بعد عودة البيض من موسكو خالي الوفاض بل محمل بمطالبة بتسديد الديون المتراكمة على نظام الحزب الاشتراكي في عدن .
وتستمر بعد ذلك الانقلابات والتصفيات بداية بانقلاب عفاش على الاشتراكي عام 94م والاستيلاء على الجنوب بالقوة تلاه انقلاب ضد عفاش سمي ثورة الشباب التي لم تنجح وتم وأدها في المهد . اعقب ذلك الانقلاب الكبير الذي قامت به مليشيات الحوثي بمساعدة عفاش ضد عبدربه منصور هادي عام 2015م واستولت على كل البلاد !! .
ولكن هادي هو اخر رئيس سجل اسمه في صناديق الاقتراع وانتخبه نسبه كبيره من سكان الجمهورية اليمنية وعارضه الكثير !!
وتبقى شرعيته هي الشرعية الحقيقية ان كانت هناك شرعية في اليمن ويبقى هو الممثل الوحيد لمسمى الجمهورية اليمنية او (اليمن) .

*والواجب الحفاظ على هادي وشرعيته مهما كان الاختلاف معه لانه بزوال هادي وشرعية هادي سيزول اليمن كله والجنوب ولا يمكن تصور الوضع التي سيئول اليه هذا الجزء من الجزيرة العربية*.
وسيظل البحث جاري عن الشرعية الحقيقية في اليمن .

عبدالله سعيد القروة