الإثنين - 24 فبراير 2020 - الساعة 07:32 م
ولد الشاعر والفارس عوض بن احمد عمار الحنشي ..الملقب بن حويدر ..وعلى اقرب تقدير .في عام 1804م وقد قيل انه عاش ..مابين السبعين الى الثمانين من العمر…
رحل الفارس بن حويدر من منطقة السواد الحنشية ..لريثما تقطعت به سبل العيش ..وقد حط الرحال بمنطقة امنقع قرية مبرق…
وكان يتنقل مابين مبرق وذوبه ..فااستطاب له العيش في تللك المنطقتين ..وبناء علاقات وطيدة مع العواذل والمياسر ..
وامتدت علاقاته لتصل إلى سلطنة لحج العبدلية ..فتصادق مع سلطانها فضل بن محسن العبدلي ..وكان من نتائج تلك الصداقه ان يأمر السلطان العبدلي ببناء حصن مبرق ..كعربون صداقه لبن حويدر…
ولازال الحصن شامخا وشاهدا على عصر وحقبة من زمان الفارس بن حويدر الحنشي…
وقف الفارس بن حويدر الى جانب السلطان العبدلي ضد ابناء عمومة السلطان العبدلي ..حينما كانوا يخاصمونه في توريث السلطنه العبدلية ..
وقد قال الشاعر بن حويدر الحنشي…
لاهرى دار عبدالله بمهرى سرف
من دار فرحان بالطلق عليه القفالي
والله ابني ضرب من قال فضل اضربه
وان شد محضار ماظلا دليان تالي
ويروى ان بن حويدر اثناء مرورة بمنطقة صرة النخعين ..وفي اثناء عودته من لحج الخضيرة ..رأى فتاة جميلة ..فسلبت عقله ..وضيعت لبه ...وقهري على من فقد عقله ومن ضاع لبه… وقد علم بعد ذلك ان اباها ..صديقة هو محمد احمد الحامدي ..فأنفرجت اساريرة لما تربطه من علاقه قوية بالحامدي ..وقد علم ان الحامدي الذي يسكن قرية المسحال لن يرد له طلب ..والحامدي شقيقه المقطع ...
وقد سمي بذلك نتيجة مرض الجدري الذي قطع اوصاله ..تقدم بن حويدر لطلب الفتاة ووافق الحامدي بتزويجها لبن حويدر ..
وانجبت له طفله جميلة ..وتحول الحب الى غيرة لحالما زاد اهتمام الام باابنتها نور ..فتشاجر معها وجرحها برأس خنجرة ..
فذهبت الى دار ابيها غاضبه واخذت طفلتها معها ..وللقصه بقية في ذلك فلربما يأخذ منا ذلك حيز كبير هل قلت حيز لا بل صفحات طويلة…
وقد قال الشاعر وهو يشكو هيامه من الحب…
قال الفتى بن حويدر شوقي الوف ..
شوقني من هر مشباح الرماه الوتوف ..
شوقني لبنت الحامدي بي عليها هسوف ..
شوقي لدي يطرح الرميان فوق الكتوف ..
نعود للعبدلي حيث كانوا ابناء عمومته يحذرونه من بن حويدر ..
بعدما شعروا بغيره من اهتمامه لبن حويدر ..وارادوا ان يختبروه ببعض الاشعار فقال الشاعر اللحجي ..
قالت الحوطة العليا وبندر عدن
شي اخبار شي اعلام ياحلال مبرق وذوبه…
فرد بن حويدر في الحال وهو واقف ..
ساكنه لابها ميت ولاحد قتل ..
ملا بها الجوع دي ماشي مداوي لصوبه…
ومن بعده قيل ان السلطان العبدلي غدر بالفارس بن حويدر ..ووضع له السم في الطعام ..وحينما شعر بن حويدر بأثار السم تجري في عروقه ..انتفض وركب حصانه دليان وانطلق وهو يقول ..
قال بو نور كلن عاب في صاحبه
عاب بن محسن وسالي في القوت علة
مد لربع ونا بامد لك بالرسن
يتقارب البعد صان الخيل من كل عله
قال بو نور امر الله وحكه يصل
اوصيك يامقبل بمبرق وذوبه تحله ..
وفي قرية الخاملة غرب زنجبار سقط الفارس بن حويدر مسموما ودفن هناك ..وقل للزمان ارجع…
بقلم محمد صائل مقط