مقالات وكتابات


السبت - 22 فبراير 2020 - الساعة 07:17 م

كُتب بواسطة : عبدالله جاحب - ارشيف الكاتب



رياض شاب من شباب القوات المسلحة الجنوبية يعيل أسرة كبيرة ، ولا يوجد لهم مصدر دخل الا ذلك الفتات الذي يصل إليه من مرتبات القوات المسلحة الجنوبية المرابطة في جبهات القتال ومتارس خط التماس على اسوار وأبواب خط النار .

رياض شاب كغيرة من أبناء هذا الوطن المسحوق والمطحون تحت أنياب الوصاية ومخالب الهيمنة والسيطرة من الشركاء والاشقاء والحلفاء .
حلم الشاب ( رياض) بحياة كريمة بسيطة مستورة، ولم ينازع أحد من هوامير المرحلة ، وتجار الحروب ، على القصور او الارصدة البنكية او النوم على وسادة الحرير وسرير ريش النعام بين الدوحة والرياض و أبوظبي .
اراد رياض قوت يومه وبعض حبات من رغيف الخبر ، وقطعة قماش يستر بها عورة اخوتة الصغار الذين لم يبلغون الحلم بعد ، وبعض من فتات الشقيقة الكبرى الذي تلتزم به مقابل ارواح هؤلاء الشباب وحماية حدودها ورقعة الحغرافية من التمدد الإيراني .

قطعت الشقيقة الكبرى مرتبات القوات المسلحة الجنوبية المرابطون على خطوط التماس طيلة اربعة أشهر متتالية ومع ذلك الانقطاع قطعت ارزاق وانفاس وحياة السواد الأعظم من ابناء الجنوب ، وقضاة على بقاءهم وانتهاء حياتهم ومنهم وكان اولهم الشاب ( رياض ) .

رحل رياض عن الدنيا قهراً وضيم وظلماً من سياسية الكيل بمكالين من وصاية الشقيقة الكبرى .
غادر رياض عن حياتنا بعد أن شاهد قذرة ومعاملة الشقيقة الكبرى لنا ، فهي تقطع المرتبات على رجال المتارس والخنادق ومرابطون الجبهات ، وتصرف النثريات والاكراميات والهبات ومالذ وطاب للجيوش الكرتونية والمعارك الوهمية ، ومواقع الزوجات الجماعية والحمامات الفردية .

رحل الشاب رياض بعد أن رأى وطن يرهن ويهن وقيادات تنبطح وتخضع وتخنع وتصعد وتوصل على جثث وسلم الشهداء وتضحيات رجال الموت الأحمر .

ماكان لرياض أن يرحل وينتهي عمره وحياة من الدنيا لو كان في هذا الوطن قيادات ترفس الوصاية وتدوس الهيمنة وتدعس بأقدامها على شراكة الاطماع وحب السيطرة والوصاية والارتهان المطلق .

رحل رياض ولم ترحل أساليب لي الذراع من الشقيقة الكبرى ، غادر رياض ولم تغادر الوصاية والهيمنة والسيطرة ، صعدت روح رياض إلى ارحم الراحمين، ولم تتحرك ضمائر قيادات الانبطاح والخنوع والخضوع ، رحم الله الشاب رياض ولا رحم من باع الوطن