مقالات وكتابات


الجمعة - 21 فبراير 2020 - الساعة 09:17 م

كُتب بواسطة : منصور العلهي - ارشيف الكاتب


تعرفت عليه قبل عدة سنوات عندما اختار مدينة مودية سكناً له بعد رحلة طويلة قطعها مابين المدن بعد ان غادر (قريته) مسقط الرأس التي احبها وعشقها حتى الثمالة حيث لايزال يتردد عليها بين الحين والآخر ليستعيد ذكريات الطفولة والماضي الجميل..

عرفته بائعاً للصحف والمجلات والكتب في سوق مودية بداية انتقاله اليها.
اقتربت اليه في احد الايام وهو يفترش الارض عارضاً مالديه من كتب ثمينة ومجلات قديمة..
وقفت على مسافة منه ودققت النظر في ملامح وجهه الذي يبدو من خلالها بان هذا الانسان الذي جالس ليعرض مالديه من الكتب والمجلات ليس ببائع عادي كالذين نشاهدهم يفترشون الارض في المدن الكبيرة ليبيعوا الصحف والمجلات..!

استجمعت قواي وتقدمت نحوه وسلمت عليه ورد التحية باحسن منها والابتسامة لاتفارق محياه..
تشجعت اكثر ومددت له يدي لاصافحه فاذا به ينهض من مكانه ليصافحني بحرارة..
عرفته عن نفسي وبدوره عرفني عن نفسه....
اخذت اقلب في مالديه من معروضات واخترت كتاباً قديماً على ما اعتقد انه يتحدث عن حقبة زمنية من تاريخ جنوب اليمن..
وقبل ان ادفع له ثمن هذا الكتاب اخذ يشرح لي عن تاريخ الجنوب اليمني وخصوصاً فترة الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني..
واسترسل بعض الشيء ليغوص في بعض فقرات ذلك الكتاب الذي ساشتريه منه...!

تعجبت كثيراً وكان تخميني في محله بان هذا الشخص الذي امامي ليس مجرد بائعاً للكتب والمجلات فحسب..!

ادركت بان هذا الرجل يحمل في ثناياه موسوعة ادبية وتاريخية غير عادية..
اخرجت من جيبي ثمن الكتاب وناولته اياه فاقسم بان لايأخذ فلساً واحداً...!
حاولت اثنيه عن ذلك ودسست ثمن الكتاب في جيبه عنوة لكنه اصر إصراراً على رأيه...

واردف قائلاً:
يااخي اعتبر هذا الكتاب هدية متواضعة مني وعربون صداقة ومعرفة خير..
عندها قبلت بهذه الهدية الثمينة التي اهدانيها هذا الانسان الذي لم يمر على معرفتي به إلا بضعة دقائق..
استمرت لقاءاتي بالاستاذ الاديب محمدصائل مقط وترسخت علاقتنا واصبحنا كأخوين نلتقي صباح كل يوم لنحتسي الشاهي الملبن ونتبادل اطراف الحديث فيما بيننا..
وهناك مواقف ولحظات ممتعة مع اديبنا الاستاذ محمد صائل نتركها لنستعرضها لاحقاً باذن الله.

✍منصورالعلهي
21 فبراير2020