مقالات وكتابات


الأحد - 09 فبراير 2020 - الساعة 02:14 ص

كُتب بواسطة : د. حسين لشعن - ارشيف الكاتب




مرة وأنا أقلب صفحات الفيسبوك لاحظت اسم زميل لي في مرحلة التجنيد الإلزامي وفي مرحلة الدراسة الجامعية، سعدت كثيراً برؤية اسمه وعادت بي الذكريات إلى تلك الحقبة من الزمن، وبادرت بإرسال طلب صداقة وكنت منتظرا قبول الصداقة بفارق الصبر .

وبينما أنا في الانتظار حدثتني نفسي أن أطلع على بعض منشوراته، وهنا كانت الصدمة التي لا تحتمل، لقد كانت منشوراته نتنة إلى درجة الغثيان، حيث وجدته يهجو محافظتي التي أحبها ونشأت فيها فترة من الزمان .

في البدء قلت لعله هذا المنشور فقط، لكنني صدمت عندما وجدت أن كل منشوراته عبارة عن قدح وذم لشخصيات محافظتي وقبائلها لم يترك حجرا ولا شجرا ولامنتجا لم يهجوه، لا لشيء وإنما هو الحقد والكراهية التي أكتشفتها من خلال قراءة منشوراته.

 ماذا أصاب القوم ؟ وهل ما يقوم به زميلي من تحريض هو عمل مكلف به ويحصل من أجله على مقابل؟ وما الذي حصل له حتى يشن كل هذه الحملة الشرسة؟ وماهو حجم الحقد الذي دفعه لكتابة هذة المنشورات الخبيثة ؟

 

كل هذة الأسئلة وأكثر تبادرت إلى ذهني حتى أنني شعرت بعدم التوازن من هول ما أقرأ.

وبينما أنا أفكر في حال صديقي هذا إلا واتت منه رسالة بقبول الصداقة، فكانت علي كالصاعقة، فقد أصابتني بالارتباك، ثم أخذت تتخاطر علي الأسئلة. . هل أستمر في صداقته وأناقشه فيما كتب وأدخل معه في جدل بيزنطي؟ أم أنني أبحث عن الوسيلة التي أبتعد بها عن ساحته المليئة بالكراهية والحقد والتي لايتسع صدري لها؟

فألهمني الله أن أضغط على أحد منشوراته فيأتيني خيار (حظر) فضغطت عليه وتنفست الصعداء، فأنا الفطن الذي يحذر الناس دوماً من الوقوع في الفتنة كدت أقع بل أهوي إلى أتونها.

  إن من الظلم أن يتحامل أي إنسان على محافظة بكاملها، فإن وقع عليك ظلم من أحدهم فسمه باسمه ووجه الاتهام إليه وحده لا أن توجه الاتهام إلى محافظته بشكل عام .

إن في كل محافظة الصالحين والطالحين، فلنتق الله في أنفسنا قبل أن نهجو محافظة وكأننا من النائحات المستأجرات، فكل كلمة سنحاسب عليها يوم القيامة ، وكل كلمة خبيثة قد تدفع إنسانا إلى ارتكاب جريمة بحق شخص آخر سيحاسب كاتبها يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلباً سليم .

ان نسبة السياسيين قليلةً مقارنةً بعدد سكان كل محافظة لذا فانه من الظلم بمكان ان نحمل الاكثرية اخطاء هولاء الاقلية والله سبحانه وتعالى يقول (ولاتزر وازرة وزر اخرى).

ان من يستخدم وتر المناطقية هم الفاشلين من اعداءالوطن فحين تنتهي فترة احدهم من منصب معين او ثبت فساده ويجب اقالته ومحاسبته فهنا يقوم باستعطاف ابناء منطقته وان ما حصل له إلا نتيجة ،لانه من هذة المنطقة الجغرافيه في حين ان هذا الفاسد لم يعير منطقته وابنائها اي اهتمام يذكر وانما كان كل همه ان يرتب وضع افراد اسرته .

انني من هنا ادعي الكل الى نبذ المناطقية المقيتة والابتعادعن ثقافة الكراهية والتي ستجرنا الى صراع دائم لاينتهي .

والله من وراءالقصد

 

د/حسين لشعن