مقالات وكتابات


الأربعاء - 29 يناير 2020 - الساعة 01:10 ص

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب


رحم الله أيام زمان عندما كان القرص الروتي في عز شبابه، وفتوته، وضخامته، القرص الروتي الصندوق الذي كنا نأكل منه ونتذوقه، ونحس بلذاذته، فقرص من أقراص زمان كان يشبع الواحد، أما اليوم القرص الروتي قد أحدودب ظهره، وقل حجمه، وغلا ثمنه، حتى لم يعد القرص الواحد يملأ اللقف، فالقرص الروتي اليوم لا يكفي الطفل الصغير، والعشرة من روتي اليوم بالكاد تكفي الواحد شريطة أنه قد تغدى غداءً سميناً، فالروتي اليوم أصابته نحافة، فأشبه حجمه حجم الكعك الذي يباع في المحلات التجارية.

الروتي حبيب الجميع رغم صغر حجمه يختفي في عدن، عجزت الحكومة في توفير الروتي، وعجزت في كل شيء، فمن عجزها شكى العجز منها، ففراشها العجز، وكرسيها العجز، وسلاحها العجز، فمن عجزها، عجزت حتى في صنع المبررات.

يا حكومة العجز متى يبزغ فجر تغييرك؟ متى تغيب شمس عجزك؟ متى نتنفس الهواء بدون خوف من سلبه منا؟ فحتى البحر نخاف أن نفتقده في عهد هذه الحكومة العاجزة.

اليوم في عهد الحكومة العاجزة القرص الروتي بخمسة وعشرين ريالاً، أي قيمة قصعة دانو أيام زمان، أيام العز، أما أيام الذل هذه، فالشحاتون في كل مكان يتسولون لقمة العيش، فتجدهم على أبواب المطاعم، والبوفيهات، وعلى المطبات، وبين الحفر، ولا تخلو منهم المساجد.

الحكومة تتعمد قتل الشعب، ولكن هذا الشعب عنيد، فكلما زادوا في الأسعار زاد صبر المواطن، فالروتي اليوم أربعة بمئة، فقلَّ نصيب الفرد من الأقراص، وعدل المواطن في وظائف معدته، فبدل أن تشتغل على قرصين كفاه قرص، وبعده قلصين ماء، والحمد لله.

كل شعوب الدنيا تناضل للحصول على الرفاهية، والشعب اليمني يناضل من أجل الحصول على الماء، والكهرباء، والروتي، فكل شيء في وطني معدوم، فالمشتقات النفطية معدومة، والماء نحلبه حلابة، والطرق مخربة، والأمن غائب، فهل ستسلب منا الحكومة حتى رغيف العيش؟