مقالات وكتابات


الإثنين - 27 يناير 2020 - الساعة 08:51 م

كُتب بواسطة : ماجد الداعري - ارشيف الكاتب



نعم كان بإمكاني تنفيذ محاولة اغتيال ناجحة بأكثر من ٧٠٪ للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، نتيجة قربه مني ووجود السلاح المتاح بجانبي،لكني لم أحاول القيام بذلك. 

ولكل من يسألني من الصباح، عن حقيقة مانشرته صحيفة "عدن الغد" بعددها الصادر اليوم عن حقيقة وواقعية القصة، أقول للجميع: نعم هي تفاصيل قصة واقعية وحقيقية عشت كل تفاصيلها، ولكن ليست (محاولة اغتيال) لأن الأقدار والصدفة وحدهما من جاءتا بالرئيس صالح إلى بين يدي يومها، ولم تكن أمام أي شخص بموقفي الذي لايحسد عليه حينها، اي فرصة يمكنه عملها اواستغلال الموقف من خلالها،إلا أمكانية تنفيذ اغتيال بحق رئيس طالما صوره الإعلام وخصومه للكثير أنه دكتاتور وطاغية متجبر، وهذا سر تفكيري حينها بإمكانية تنقيذي للأمر، لولا اعتبارات كثيرة أهمها عدم قناعتي بتنفيذ الأمر كجريمة وعدم امكانية مجازاتي لمن أحسن إلي بالتنكر لحسن معروفه تجاهي كماصنعه معي يومها السياني قائد المعسكر الذي سمح لي بالإقامة فيه وفق الطلب الوحيد الذي تلقاه من عمي الضابط المسؤول يومها بالمعسكر.

َولمن سألني:لماذا لم تفكر باستغلال الموقف الا بالشر والاغتيال، كحال الرفيق التقدمي نشوان أبو مراد أقول :للأسف لم يكن موقفي ذلك يسمح لي اصلا بالقيام باي حركة او تحرك غير القيام بتنفيذ عمل شرير استغلالا للموقف وأما عداه، فليس بامكاني القيام به، لأن مجرد اي اكتشاف لوجودي قد يؤدي بحياتي او اعتقالي وتوريطي بقضية محاولة اغتيال للرئيس بسبب مواقفي الصحفية من صالح ونظامه ووجودي بمعسكر مع سلاح حولي وانا طالب مدني، لاعلاقة لي بالعسكرة،لكن لطف الله ومشيئته وحسن النية والحظ، وادراكي لخطورة الموقف الذي وجدت نفسي فيه ودعواتي الصادقة لله أن يخارجني منه، وجدت نفسي ظهر ذلك اليوم التعيس وكأني عشت مجرد حلم تعيس وافقت منه على خير

وفضلت إخفاء تفاصيله إلى اليوم حتى لا يلحق اي أثر سلبي على كل من كان وراء السماح بوجودي داخل معسكر ولا تطالهم حتى مجرد تهمة بايواء صحفي انفصالي،خاصة بعد شهدت آخر ايامي المتقطعة بالمعسكر بعض مشاهد التمرد العسكري على قائده السياني بقيادة ضابط من أبناء الحالمة تعز، وصولا لطرده وعائلته بعد ذلك من عدن بطريقة آلمتني كثيرا، رغم كل حماسي الانفصالي واندفاعي المستميت أيضا نحو كل مايمت بأي صلة لاستعادة استقلال الجنوب ودولته وإنهاء المسخ المشوه من الوحدة المغدورة بحرب صيف ١٩٩٤م،بعيدا عن المساس بكرامة الآخرين وتجاوز القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية والأخوية بين الشعبين الشقيقين.

وتحياتي وأشواقي وقبلاتي الأخوية الحارة للصديق العزيز فتحي بن لزرق وكل الزملاء في صحيفة عدن الغد وكل منتسبيها.