السبت - 25 يناير 2020 - الساعة 10:04 م
يعي الجميع ان التعليم الركيزة الاساسية في حضارات الشعوب وتقدمها فمن خلاله تتم صناعة المستقبل حيث تعد الرسالة التعليمية حمل ثقيل يقع على كاهل المعلم الذي كاد المعلم ان يكون رسولا
في مدينة عدن تراجعت العملية التعليمية لاسباب كثيرة اهمها الاوضاع الغير مستقرة للمدينة خاصة بعد خروج المدينة من حالة الحرب ولم يقف الحال عند ذلك الحد بالمدينة بل ان الفصل الدراسي الثاني لم تفتح فيه المدارس ابوابها بعد بل اغلقت استجابة لدعوات الاضراب التي دعت لها نقابة المعلمين المطالبين بزيادة مرتباتهم الشهرية
نعلم علم اليقين بان مطالب المعلمين عادلة وحقوقية لكن التوقيت غير مناسب لتلك المطالب لاسباب عدة اهمها ان البلد تعيش حالة حرب لم تضع اوزارها بعد فكيف حري بالنقابة ان تغلق المدارس للمطالبة بزيادة المرتبات في ظل هذه الظروف وهم يعلمون بان الخاسر الاول والاخير هم التلاميذ الجيل القادم ؟ وكيف يطيب للنقابة اغلاق المدارس وهم يدركون بان البعض من منتسبي وزارات الدولة لايتسلمون مرتباتهم بشكل منتظم اي كل شهر بشهره ؟ وكيف لحكومة متناثرة وزرائها بين بلدان العالم ان تستجيب لمطالب المعلمين؟
يعد المعلم الاب الثاني للتلميذ وكاد ان يكون رسولا وتقع على عاتقة رسالة سامية كبيرة غاية في الاهمية يقوم من خلالها بصناعة المستقبل ويرفد المستقبل بجيل واعد قادر على التقدم بالبلد وانتشالها نحو الافضل فرسالته التعليمية التي يرسلها للتلاميذ تترجم على ارض الواقع من خلال مسك التلاميذ زمام الامور في المستقبل وتوليهم قيادة البلد
يتوجب على المعلمين النظر الى اضرار الاضراب بعين الاعتبار والادراك بان اغلاق المدارس تدمير للمستقبل وتجهيل ضحيته التلاميذ نعم التلاميذ ولا شيء غيرهم
تخيلوا كيف سيكون حال البلد عندما يتولى زمام اموره تلاميذ لم يتلقوا القدر الكافي من التعليم ؟
لهذا نتمنى من المعلمين مراجعة حساباتهم والادراك بان ضحية الاضراب هم الجيل القادم من ابناء المواطنين البسطاء اما ابناء مسئولي الحكومة فيدرسون في ارقى المدارس خارج البلد
ومن خلال هذا الطرح المتواضع لا نبرر الحكومة من الفساد بل نضع مستقبل التلاميذ نصب اعينا فنناشد المعلمين بفتح المدارس واستمرار العملية التعليمية واستقبال التلاميذ وتعليمهم في المقابل تستمر نقابة المعلمين بمتابعة حقوقكم المتمثلة في زيادة اجوركم الشهرية بطرق حضارية وقانونية قوموا بتنظيم وقفات احتجاجية حضارية وستجدون الجميع الى جانبكم
اما اغلاق المدارس كارثه ضحيتها الجيل القادم
لا نريد جيلاً من الجهله .
محمد علي الطويل
