مقالات وكتابات


السبت - 25 يناير 2020 - الساعة 01:51 ص

كُتب بواسطة : ماجد الداعري - ارشيف الكاتب



لم أتشرف طوال ١٧ عاما من مشوار حياتي الصحفية المتواضعة جدا، بمقابلة قائد عسكري بشجاعة ووضوح وعزيمة وإصرار العميد ركن طيار مجاهد العتيبي قائد قوات التحالف بعدن، الذي غير لدي - وخلال أقل ساعتين- أغلب قناعاتي الشخصية وتصوراتي السلبية السابقة عن حنكة القادة العسكريين وخاصة الخليجيين منهم كحال بلدي الذي أضاعه وباعه العسكر على مر التاريخ.

-كيف ولماذا؟

لانه ببساطة يمتلك جرأة الرد وشجاعة القول بصورة لم ألمسها من قائد عسكري قبله،رغم أهمية مهامه وحساسية الأوضاع المحيطة به وضرورة ان يقف على مسافة واحدة من كل أطراف إتفاق الرياض.

لايتهرب من الرد المقنع والشافي،بكل ثقة على أي سؤال يوجه إليه حول طبيعة مهامه وقوات التحالف بعدن، ولايجد نفسه، مضطرا للجوء لدبلوماسية ابتلاع الأسئلة، في ردوده الواضحة الصريحة والمباشرة،دون تردد او تلكؤ، مايجعلك أكثر حرصا على عدم ترك أي لبس في تدوين كامل حديثه دماغيا، خشية إساءة فهم صراحته أو سوء توظيف شجاعته المطلقة في الإجابة على سائليه والتي تجبرك بقوة على احترامه وتقدير ثقته وحرصه على اشباع فضولك بكل مالديه من معطيات حول موضوع سؤالك او استفسارك له.

يحرص دوما على اللقاء بالإعلاميين ومقابلة شخصيات من مختلف الأطياف السياسية والشخصيات المجتمعية والاعتبارية، والسماع لهمومهم والتفاعل مع مطالبهم  المحقة، وهو الأمر الذي قادني سخصيا  إلى تغيير الكثير من سلبية القناعات المعلبة منذ سنوات او عقود سابقة بدماغي، وجعلني أكثر استشعارا بضرورة التعاون الإعلامي مع كل جهود هذا القائد وتحديات قواته الملموسة اليوم، على كثير من المجالات الإنسانية والعسكرية بعدن،والتي مانزال نأمل أن تتضاعف بشكل أكبر وتنفتح على بقية المحافظات وان تشمل مختلف الجوانب الخدمية والاحتياجات الإنسانية وفي مقدمتها،التدخل العاجل لإيقاف التدهور الكارثي للعملة المحلية، نظرا لخطورة ذلك على مختلف مجالات وجوانب الحياة. مع تقديرنا التام لكل الظروف والصعوبات والتحديات التي تحيط بعمله وقواته الموكلة من قيادة مملكة الحزم والعزم، بتنفيذ خطوات إتفاق الرياض على أرض الواقع بمختلف الخيارات الممكنة.

وللأمانة فقد لبيت دعوة حضور لقاء إعلامي تعارفي مع سعادته، بالمركز الإعلامي للتحالف،الاسبوع الماضي، ضمن مجموعة من الزملاء والزميلات

وذهبت لأول مرة إلى مقر التحالف بالبريقة،تقودني أسئلة عدة حول التحالف ودوره اليوم بعدن، ويحذوني امل كبير كذلك بمعرفة أمور كثيرة هناك، وبعيدا عن أي حسابات او اعتبارات أخرى، ومن خلال طبيعة مهام قائد قوات التحالف الذي يعتبر بمثابة شوكة ميزان للتقريب بين القوى القائمة اليوم جنوبا، حول اي نقاط خلاف تعرقل مواصلة تنفيذ إتفاق الرياض وخاصة حينما تعرف أنه يتحرك بنفسه على رأس أي قوة من التحالف

بعدن، تتحرك لتنفيذ مهمة ما، سواء كانت على مستوى عدن ومناطق الجنوب،أو وصولا إلى تعز ومأرب، في إطار جهوده الحثيثة وحرصه الكبير على السير قدما بتنفيذ اي خطوة يتم التوافق على بدء تنفيذها ضمن مصفوفة المرحلة الثانية من إتفاق الرياض، إلى جانب إصراره المستميت على عدم التوقف عند حدود أي نقطة خلاف معينة تنشب وإنما تجاوزها حتى يحسمها الفرقاء أنفسهم، والإنتقال لتنفيذ مابعدها من نقط عملية يمكنها مواصلة السير بخطوات تنفيذ الاتفاق ومساعدة اطرافه لاحقا، على تجاوز نقاط الخلاف السابقة.

ولعل أكثر مادفعني لسرد انطباعي العفوي هذا حول سعادة القائد العتيبي، استماتته اليومية المستمرة وعزيمته الفولاذية المهرة في الإشراف الشخصي والاطلاع المباشر يوميا، على متابعة تنفيذ خطوات مصفوفة إتفاق الرياض الذي قال أنه ممتن له كثيرا، كونه جعل منه شخصا متعدد الاهتمامات ولايتوقف عند مجال محدد او قضية معينة، تماما كما هو حاله اليومي في التعايش مع ٦ هواتف جوالة لاتفارقه إلى جانب التحويلات الهاتفية المختلفة وشبكات التواصل الأخرى لمتابعة سير عمله اليومي والتواصل مع مختلف أطراف الإتفاق الذي تراهن عليه بلاده في تجاوز كل خلافات فرقاء الشرعية وتوحيد جبهة التحالف نحو حسم عسكري لجبهات الحربرمع مليشيا الحوثي، وكان الله في عونه وتوفيقه سعادة القائد المشرف لبلاده وخير من يشرفها ويحق لها وشعبها ان تفخر بامتلاكها قادة جيش بهذا المستوى ومن هذا العيار الذي يمكنها ان تراهن عليهم بحق وحقيقة،في الجو البر والبحر.

فله مني شخصيا كل الود وفائق الاحترام، وأتمنى من الله ان يوفقه في كل مساعيه النبيلة لتنفيذ خطوات الاتفاق المنصف للجميع، وان يعينه على تحقيق وعده باستعادة مكانة عدن وأمنها واستقرارها وانعاشها تنمويا بمختلف المجالات وإعادة الروح المدنية الحضارية إليها، بعيدا عن الصراع واسلحة الموت وكل أدوات الدمار وجنازير الدبابات التي ستنقل إلى مكانها الحقيقي عند أبطالنا الاشاوس  بساحة الشرف والبطولة في جبهات حماية وتأمين حدودنا الجنوبية.