مقالات وكتابات


الخميس - 05 يوليه 2018 - الساعة 07:45 م

كُتب بواسطة : د. علي عبدالله الدويل - ارشيف الكاتب


شريحة الصم هم اناس كسائر البشر لهم احساس وكيان وتفكير بل بسبب معاناتهم ممكن أن يكونوا اكثر احساساً من غيرهم .


فهم لهم طموح كسائر البشر لا يحبون الهزيمة ولا يحبون نظرات العطف والشفقة.


هم فقط يحتاجون الى من يفهمهم ويمد لهم يد العون ويفتح لهم الباب على مصراعيه.


لغة الصم والبكم ليست مجرد اشارات وإنما احساس ومشاعر نبيلة


يجب أن تتوافر في كل من يتعامل مع هذه الفئة التي تحيطها الأسرار.


ومشكلة الصم والبكم والتي تزداد عندما يجدون أنفسهم،
في معزل عن المجتمع «مجتمع الأسوياء» ويشعرون بالغربة، فالهدف الأول للجمعيات التي ترعى الصم والبكم


هو كيفية اندماج هؤلاء في المجتمع.

فالصم أكثر رومانسية عندما يعشقون

ولديهم القدرة على التعبير عن مشاعرهم الفياضة

التي يفهمها مترجمو الاشارات عن حياتهم ومشاكلهم وأسرارهم


تمتلك نسبة كبيرة من الصم والبكم ذكاء حادا

ويتميزون بالفراسة وليس كما يعتقد الكثير من الناس بأن تفكيرهم محدود بل العكس صحيح فقد أنعم الله عليهم بسرعة البديهةوالفراسة لتعوضهم عن الحواس التي فقدوها كما لديهم القدرة على الاستيعاب والفهم والذكاء .


وخلال زيارتي لعدة جمعيات ومؤسسات تعني بالرعاية والاهتمام لهذه الفئة في اقليم عدن وجدت جهود مبذولة وهمم تناطح السحاب .

ومن تلك الجمعيات التي زرتها { جمعية تأهيل ورعاية الصم أبين } وجدت هنالك إحسان في العمل وصدق في المشاعر والأجر .


تجولت كثيرا في صفوف الجمعية دائما أحاول أن لا تدمع عيناي حتى لا يشعر ابنائي الصم بنوع من الضعف لكنني اقولها صراحة لم استطع ... في كل مرة اخسر الرهان .


وانا اتجول في الجمعية أرى الاطفال والشباب والفتيات كل منهم مفعم بالنشاط والحيوية

~ منهم من يتقن معظم المهن اليدوية مثل الحدادة والكهرباء والنجارة .

~ ومنهم من اتقن الشعائر الدينية كالصلاة والصيام .

~ ومنهم من حفظ بعض السور المكية .

تمنيت دوما ان اتعلم لغلتهم وان احاورهم وامازحهم .


اردت ان اتعرف على مشاعرهم واحاسييهم التي دوما تغمرني بالسعادة والاطمنئنان .


الذي افرحني دوما انني كلما التقيت بهم وجدتهم فرحين مسرورين تغمرهم السعادة والراحة والأمان.


هولاء الصم يجب على الجميع تظافر الجهود والعمل بروح الفريق الواحد حتى يجد كل واحد منهم أبسط الحقوق الخاصة به كالتالي :


١–الحق في التعليم الأساسي والثانوي، وان تتكفل الحكومة بكافة التكاليف في هاتين المرحلتين من قرطاسيه ومناهج مدرسية كسائر الطلاب العاديين.

٢–الحق في ممارسة الأنشطة الرياضية، كسباحة وغيرها من الرياضات.. وان تخصص لهم أماكن مخصصة. وكذا تأمين المرافق العامة التي تتناسب مع احتياجاتهم وقدراتهم.

٣–الحق في التعليم الجامعي، وإكمال دراستهم على الوجه الأمثل، وتأمين مقاعد دراسية لهم.

٤–المساواة وتكافؤ الفرص في توفير العمل، وعدم تعريضهم لأي إجهاد نفسي أو جسدي قد يسبب لهم مشكلات.

٥– نشر الوعي والاهتمام بقضيتهم، وعدم فصلها عن قضايا المجتمع.


وفي الختام اتقدم بالشكر الجزيل والعرفان الجميل للجنود المجهولين اقصد معلمي الصم في كل من اقليم عدن شكراً جزيلاً لكم.

وجزاكم الله خير الجزاء.