حوارات وتحقيقات

السبت - 14 مايو 2022 - الساعة 01:36 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_اللواء الركن أحمد التركي *

لم يكن الشهيد اللواء الركن ثابت مثنى جواس الذي كان يقود لواء باصهيب في شبوة وفي محافظة ذمار بعد عام 1990 الذي كان لي الشرف ان يكون قائدي في اللواء على مدى سنين حتى شاءت الاقدار وفرقتنا حرب صيف 94م ، مجرد قائدا عسكريا فحسب، بل قائداً عاماً، للعسكري والمقاوم والقبيلي، الذي مثّل رمزاً وطنياً جامعاً بين الحنكة العسكرية وإدارة الرديف الشعبي المساند للقوات المسلحة في حرب 2015م.


مرت أربعون يومآ على رحيله الموجع بالنظر لقدراته القيادية الفذة وعلاقاته الاجتماعية الواسعة وتمتعه بكاريزما القائد الذي يُحسن التصرف في أسوأ الظروف ويحوّل الحاضنة الاجتماعية إلى جيش تحت إدارته يقاتل بكل بسالة وشجاعة وهو يلقى التقدير والاهتمام للجريح والشهيد وأسر هؤلاء الأبطال، علاوة على قربه من المقاتلين معه دون النظر في أي تعريفات أخرى عدا بطاقة الجندية والاستحقاق للدعم والمساعدة. هو شرف العسكرية ونموذج القائد المطلوب للنصر في المعركة الوطنية.


وبعد حرب صيف 94م وتسريح القيادات العسكرية الجنوبية، انتصرت ارادة القادة المسرحين ومنهم اللواء جواس وتعيينه قائد اللواء 115 مشاه وشارك في معارك الحروب الستة في صعدة ضد المليشيات الحوثية، فقاد الرجل بنفسه المعارك والانتصارات
ووصل إلى عقر قائد المليشيات الهالك حسين بدر الدين الحوثي
وجسد من خلالها المعنى الحقيقي للقائد والمسؤولية فأكل مع جنوده متواضعا ويعمل على توفير احتياجاتهم ولا يلجأ للأعذار ولا ينتظر حلولاً من مكان آخر، فكر بوطنه والمصلحة العليا على ما سواها ولهذا ضحى بنفسه ولم يبالي وكان رمزاً وطنياً لا يُنسى حتى عام 2011م


دارت الأيام وبعد سنتين من ذلك وأثناء اجتياح المليشيات الحوثية للعاصمة عدن ، كان الشهيد القائد جواس على موعد مع تاريخ جديد من حياته النضالية حيث سيتعين عليه أن يجمع قواه ويلملم شتات أفراد الجيش استعداداً لمواجهة فلول الإمامة ممثلة بمليشيات الحوثي حتى انتصرت المقاومة وخلفها الارادة الشعبية ضد الغزاه وتطهير العاصمة عدن ومخافظتي لحج وابين واسندت للشهيد جواس بعد التحرير قيادة محور العند واللواء 131مشاه حتى استشهاده على يد العصابات الاجرامية بعبوة ناسفة في 23 مارس 2022م في المدينة الخضراء محافظة لحج.


ويمكن أن نختم بأن القائد اللواء جواس رحمة الله عليه لم يكن فرداً ينتهي دوره ودروسه بعد رحيله، بل مدرسة وطنية في العسكرية التي تحترم شرفها وقسمها العسكري وتنحاز للشعب وتضحي من أجله، وهذه القيم والبصمات أصبحت متداولة ومسكونة في أذهان أبناء الشعب الذين يعرفونه ويقدرونه حق التقدير.،،، فلا نامت أعين الجبناء،،،،،

*اللواء الركن احمد عبدالله تركي
*محافظ محافظة لحج*
*قائد اللواء 17 مشاه*